كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وقوله تعالى: {وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} قال الزجاج: أي لا تكن مخاصمًا ولا دافعًا عن خائن (¬1).
وخصيمك الذي يُخاصمك، وجمعه خصماء، وأصله من الخصم وهو ناحية الشيء وطرفه، والخصم طرف الراوية (¬2)، وطرف الفراش، وقيل للخصمين خصمان؛ لأخذ كل واحد منهما في ناحية من الحجج والدعوى وخصوم السحابة جوانبها (¬3)، قال الأخطل (¬4):
إذا طعنتْ فيها الجنوبُ تحاملتْ ... باعجازِ جرّارٍ تداعى خُصومُها (¬5)
أي: تجاوب جوانبها بالرعد، وطعن الجنوب فيها سوقها إياه. والجرّار الثقيل ذو الماء، تحاملت باعجازه: دفعت أواخره (¬6).

106 - قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ}. قال مقاتل: من جدالك عن طعمة (¬7).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 101، وانظر: "زاد المسير" 2/ 192.
(¬2) في المخطوط: "الرواية" وهو تصحيف، انظر: "تهذيب اللغة" 1/ 1042، و"اللسان" 2/ 1177 (خصم).
والراوية هي المرادة. انظر:"الصحاح" 6/ 2364 (روي).
(¬3) من "تهذيب اللغة" 1/ 1042 (خصم) بتصرف، وانظر: "اللسان" 2/ 1177 (خصم).
(¬4) هو أبو مالك غياث بن غوث شاعر مسيحي من شعراء الدولة العباسية، توفي سنة 90 تقريبًا. انظر: "طبقات الشعراء" ص 147، و"الشعر والشعراء" ص 319، و"الأعلام" 5/ 123.
(¬5) ديوان الأخطل ص 319، و"تهذيب اللغة" 1/ 1042، و"اللسان" 2/ 1177 (خصم)، والجنوب: ريح الجنوب.
(¬6) "تهذيب اللغة" 1/ 1042 (خصم).
(¬7) "تفسير مقاتل" 1/ 405، و"الكشف والبيان" 4/ 117 أ.

الصفحة 72