كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وقوله تعالى: {وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء:84].
يقال: نكلت بفلان، إذا عاقبته في شر أتاه، عقوبةُ تنكل غيره عن ارتكاب مثله، من قولهم: نكل الرجل عن الشيء إذا جبن عنه وامتنع (¬1). وقد ذكرنا هذه الحرف في قوله: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا} [البقرة: 66].
قال الحسن وقتادة في قوله: {وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}: عقوبة (¬2). ونحو ذلك قال الكلبي (¬3).
وقال عطاء: أشد نقمة (¬4). وقال ابن كيسان: أشد انتقامًا (¬5).
وذلك أن العقوبة نقمة وانتقام، فالانتقام معنى التنكيل لا تفسيره.

85 - قوله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا}. اختلفوا في هذه الشفاعة، ما هي، وما معناها، فقال ابن عباس في رواية عطاء: "يريد من يوحد الله مخلصًا يكن له نصيب منها، يريد الجنة" (¬6).
وتفسير هذا القول ما قال الضحاك: من آمن بالتوحيد، وقاتل أهل الكفر، فقد شفع شفاعة حسنة. وقال: نزلت في أبي جهل (¬7)، فإنه لم
¬__________
= وهذا القول لكثير من المفسرين، انظر: "تفسير الهواري" 1/ 404 و"بحر العلوم" 1/ 372، و"الدر المنثور" 2/ 335.
(¬1) "تهذيب اللغة" 4/ 3665 (نكل)، وانظر: الطبري 5/ 185، و"البسيط" بتحقيق الفوزان 3/ 1023، و"اللسان" 8/ 4544 (نكل).
(¬2) قول الحسن في "تفسير الهواري" 1/ 404.
وأخرج قول قتادة: الطبري 5/ 185، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم انظر: "الدر المنثور" 2/ 335، وقد عزاه له ابن الجوزي في "زاد المسير" 2/ 149.
(¬3) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص91.
(¬4) لم أقف عليه.
(¬5) لم أقف عليه.
(¬6) لم أقف عليه. وانظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 91.
(¬7) تقدمت ترجمته.

الصفحة 8