بالتوبة (¬1)؛ لأنه لا ينفع الاستغفار مع الإصرار (¬2).
وقوله تعالى: {يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110].
معناه: غفورًا رحيمًا له (¬3)، لأن الله غفور رحيم، استغفر هذا الظالم أو لم يستغفر، فحذف له لدلالة الكلام عليه، وتلك الدلالة أنه لا معنى للترغيب في الاستغفار إلا أن يكون على هذا الوجه.
وقال عطاء عن ابن عباس: يريد بقوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا} الآية الذين جادلوا عن طعمة (¬4).
111 - قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ}.
معنى الكسب: هو الفعل الذي يجتر به إلى النفس نفع، ويدفع به عنها ضر، ولذلك لم يجز في وصف الباري عز وجل.
والإثم: هو القبيح الذي يوجب تبعة، والذنب: هو القبيح من الفعل، وقد يكون من غير تبعة، ولذلك يقال للصبي أذنب، ولا يقال: أثم.
ومعناه: الرذل في الفعل، كالذنب الذي هو [إهلاك] (¬5) صاحبه.
وقوله تعالى: {فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} قال المفسرون: بين الله تعالى لما رغب العاصي في الاستغفار أن ضرر المعصية يلحقه، ولا يلحق الله تعالى من معصية العاصي ضرر، وأن ترغيبه إياه في الاستغفار (....) (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: الطبري 5/ 172، و"معاني الزجاج" 2/ 103، و"بحر العلوم" 1/ 386، و"الكشف والبيان" 4/ 118 أ، والبغوي 2/ 285، و"الكشاف" 1/ 297.
(¬2) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 103
(¬3) انظر: الطبري 5/ 173، و"الكشف والبيان" 4/ 118 أ.
(¬4) لم أقف عليه.
(¬5) ما بين المعقوفين غير واضح، وما أثبته قريب.
(¬6) ما بين القوسين غير واضح في المخطوط بسبب تآكل أو نحوه، ويمكن أن يقدر =