كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

قال عطاء عن ابن عباس في قوله: {فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} يريد [طعمة] (¬1) خاصة، لأن هؤلاء القوم الذين جادلوا عنه كانوا يظنون به خيرًا" (¬2).
ومعنى هذا: أن الآثم إنما ضر بما فعل نفسه، لأنه لا يؤخذ غير الآثم بإثم الإثم (¬3).
وقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا} أي: بالسارق (¬4).
{حَكِيمًا} بالقطع على طُعمة بالسرقة. قاله المفسرون (¬5).

112 - قوله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا} قال الكلبي: لما نزلت هذه الآيات التي تقدمت عرف قوم طعمة الظالم، فأقبلوا عليه وقالوا: بؤ بالذنب واتق الله، فقال: لا والذي يُحلف به ما سرقها إلا اليهودي، فأنزل الله: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً} يقول يمينه الكاذبة، {أَوْ إِثْمًا} سرقته الدرع، ورميه بها اليهودي، {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا} برميه البريء {وَإِثْمًا مُبِينًا} يعني: يمينه الكاذبة (¬6).
وعلى هذا التفسير عادت الكناية في (به) إلى الإثم الذي هو رمي البريء لا إلى الخطيئة؛ لأنه رمى البريء بالسرقة لا بإثم اليمين الفاجرة.
¬__________
= بـ (استدعاء لما فيه مصلحته أو خبره) أو نحو ذلك، والله أعلم.
(¬1) هذِه الكلمة ما بين المعقوفين غير واضحة في المخطوط، وما أثبته قريب.
(¬2) لم أقف عليه.
(¬3) انظر: "الكشف والبيان" 4/ 118 ب.
(¬4) انظر: "الكشف والبيان" 4/ 118 ب.
(¬5) يقصد شيخه الثعلبي في "الكشف والبيان" 4/ 118 ب.
(¬6) انظر: "زاد المسير" 2/ 195، و"البحر المحيط" 3/ 346، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 96.

الصفحة 82