كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

وقوله تعالى: {طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} يعني قوم طعمة، هذا السارق، لأن بعضهم قد كان وقف على أنه سارق، ثم سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجادل عنه، ويرمي بسرقته اليهودي (¬1).
ومعنى: {يُضِلُّوكَ} يخطئوك في الحكم. قاله الزجاج (¬2) وغيره (¬3).
وقوله تعالى: {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}. بتعاونهم على الإثم والعدوان، وشهادتهم بالزور والبهتان.
وقال الزجاج: لأنهم يعملون عمل الضالين (¬4).
وقوله تعالى: {وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ}. لأن الضر على من شهد بغير حق (¬5).
وقال الزجاج: {وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ} مع عصمة الله إياك، ونصرة (¬6) دين الحق (¬7).
وقوله تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} يجوز أن يكون قوله: {وَأَنْزَلَ} ابتداءً في ذكر المنة، ويجوز أن تكون الواو للحال، مع إضمار قد، كما ذكرنا في قوله: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} [النساء: 90].
¬__________
(¬1) انظر: الطبري 5/ 275، "معاني الزجاج" 2/ 103، " الكشف والبيان" 4/ 118 ب.
(¬2) في "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 104.
(¬3) كالفراء في "معاني القرآن" 1/ 287، والنحاس في "معاني القرآن" 2/ 188، والثعلبي في "الكشف والبيان" 4/ 119 أ.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 154، وانظر: "زاد المسير" 2/ 197.
(¬5) "الكشف والبيان" 4/ 119 أ.
(¬6) في المخطوط (ويضره)، وهو تصحيف ظاهر، انظر: "معاني الزجاج" 2/ 104.
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 104.

الصفحة 85