كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

والمراد بالكتاب: القرآن، وبالحكمة القضاء بالوحي (¬1).
وقال أبو إسحاق: أي بيّن لك في كتابه ما فيه من الحكمة [التي لا يقع لك معها ضلال] (¬2).

114 - قوله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} الآية.
النجوى في اللغة سر بين اثنين (¬3).
قال الفراء: يقال: ناجيت الرجل مناجاةً ونجاءً، والقوم ينتجون ويتناجون، ويقال: نجوت الرجل نجوًا نجوًا، بمعنى ناجيته، وأنشد:
فقال فريق القوم لا إذ نجوتُهم ... وقال فريق أيمن الله ما ندري (¬4)
ومن هذا قول الله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ} [المجادلة: 7] أي سرهم.
وقد يكون النجوى مصدرًا بمنزلة المناجاة (¬5)، والنجوى أيضاً القوم المنتجون اسم لهم، قال الله تعالى {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} [الإسراء: 47] (¬6).
¬__________
(¬1) "الكشف والبيان" 4/ 119 أ.
(¬2) ما بين القوسين طمس في (ش)، والتسديد من "معاني الزجاج" 2/ 104.
(¬3) قال الجوهري: "النجو: السر بين اثنين، يقال: نجوته نجوًا، إذا ساررته، وكذلك: ناجيته" "الصحاح" 6/ 2503 (نجا)، وانظر: "معاني الزجاج" 2/ 104.
(¬4) هذا المستفاد من الفراء لم أجده في "معاني القرآن" عند تفسيره هذه الآية فقد يكون في كتابه المفقود: "المصادر".
والبيت لنصيب بن رباح وهو من شواهد سيبويه في الكتاب 3/ 503، 4/ 148، و"سر صناعة الإعراب" 1/ 106, 115، و"الإنصاف" ص 344.
وفي أكثرها "لما نشدتهم" بدل: "إذ نجوتهم" وفي جميعها: "ليمن" بدل: "أيمن".
(¬5) انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 3509 (نجو).
(¬6) انظر: الطبري 5/ 276، و"الصحاح" 6/ 2503 (نجا).

الصفحة 86