كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 7)

ذنوب لم يتب منها صاحبها (¬1). وإنما أبهم الله فيما دون الشرك، وقيد بالمشيئة، لئلا يأمن صاحب الكبيرة.
ثم أنزل الله في أهل مكة:

117 - قوله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا} (¬2).
(إن) ههنا معناه النفي (¬3)، وهو كثير في القرآن بمعنى النفي، كقوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} [النساء: 159] وأشباه هذا كثير.
ويدعون ههنا معناه: يعبدون.
(.........) (¬4) ابن عباس في تفسيره: "يريد: إن يعبدون" (¬5).
قال الزجاج: وكذلك قوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] أي اعبدوني، يدل على ذلك قوله في عقبه: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر: 60] (¬6).
وقوله تعالى: {إِلَّا إِنَاثًا} قال ابن عباس: يعني: عبادتهم الأوثان، اللات والعزى ومناة وأشباهها من الآلهة التي كانوا يعبدونها (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 60.
(¬2) انظر: الطبري 5/ 278، و"بحر العلوم" 1/ 389، و"زاد المسير" 2/ 203.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 2/ 191، و"بحر العلوم" 1/ 389.
(¬4) ما بين القوسين غير واضح بقدر كلمتين، ويحتمل: "وقد قال" أو "وروي عن".
(¬5) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 97.
(¬6) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 108، وانظر: البغوي 2/ 188.
(¬7) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص 97.
والثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما كما في "تفسيره" ص 158 قال: "وقوله (إناثًا) يقول: ميتًا، وأخرجه الطبري 5/ 279 من طريق ابن أبي طلحة أيضًا وكذا ابن المنذر وابن أبي حاتم. انظر: "الدر المنثور" 2/ 394.

الصفحة 95