كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

غيره، قاله (¬1) مجاهد. وقال الأحمر (¬2): (عدل الكافر بربه عدلاً وعدولًا إذا سوى به غيره فعبده) (¬3).
وقال الكسائي (¬4): (عدلت الشيء أعدله عدولًا إذا ساويته [به] (¬5)، وعدل الحاكم في الحكم عدلاً) (¬6). والآية توجب أنه لا تجوز العبادة إلا لمن له القدرة على خلق السموات والأرض، وهو الله وحده لا شريك له (¬7).
وقال صاحب النظم (¬8): (دخول ثم في قوله: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} دليل على معنى لطيف، وهو أنه عز وجل دل به على إنكاره على الكفار العدل به وعلى تعجب المؤمنين من ذلك، مثال (¬9) أن تقول: أكرمتك وأحسنت إليك
¬__________
(¬1) "تفسير مجاهد" ص 211، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 7/ 144، وابن أبي حاتم 4/ 1260 من طرق جيدة.
(¬2) تقدمت ترجمته.
(¬3) "تهذيب اللغة" 3/ 2360 (عدل).
(¬4) الكسائي: علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي، تقدمت ترجمته.
(¬5) لفظ: (به) ساقط من (ش).
(¬6) "معاني النحاس" 2/ 398، و"تهذيب اللغة" 3/ 2360 (عدل).
(¬7) قال الشنقيطي في "تفسيره" 2/ 180: (في قوله تعالى: {يَعْدِلُونَ} وجهان للعلماء، أحدهما: أنه من العدول عن الشيء بمعنى الانحراف والميل عنه، وعلى هذا فقوله: {بِرَبِّهِمْ} متعلق بقوله: {كَفَرُوا} ...
والثاني: أن الباء متعلقة بـ"يعدلون" والمعنى يجعلون له نظيرًا في العبادة، وهذا الوجه هو الذي يدل عليه القرآن). وهذا اختيار ابن القيم كما في "بدائع التفسير" 2/ 139.
(¬8) صاحب النظم هو: الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني، أبو علي، له كتاب "نظم القرآن" مفقود.
(¬9) في (ش): (مثل).

الصفحة 10