كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)
وقوله تعالى: {إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} أي: تاركين التفكر فيها. ومعنى الإعراض (¬1): الانصراف بالوجه عن الشيء، ثم يبنى عليه الانصراف بالفكر عنه.
5 - قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوا} يعني مشركي مكة {بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ}، قال ابن عباس: (بما جاءهم [به] (¬2) الصادق الأمين (¬3)، {فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} أي: أخبار استهزائهم وجزائه. قاله ابن عباس (¬4) والحسن (¬5). وقال الزجاج: (المعنى: سيعلمون ما يؤول إليه استهزاؤهم) (¬6). ومعنى الاستهزاء: إيهام التفخيم في معنى التحقير (¬7).
6 - قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ} الآية.
¬__________
(¬1) انظر: "جمهرة اللغة" 2/ 748، و"تهذيب اللغة" 3/ 2394، و"الصحاح" 3/ 182، و"مقاييس اللغة" 4/ 271، و"المفردات" ص 559، و"اللسان" 5/ 2894 (عرض).
(¬2) لفظ: (به) ساقط من (أ).
(¬3) "تنوير المقباس" 2/ 4، وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 10.
(¬4) في "تنوير المقباس" 2/ 4 نحوه.
(¬5) لم أقف عليه بنصه، ولكن معناه موجود في عامة كتب التفسير.
انظر: "تفسير الطبري" 11/ 292، و"تفسير البغوي" 3/ 128، و"تفسير ابن عطية" 5/ 128، و"زاد المسير" 3/ 4، و"تفسير القرطبي" 6/ 391، و"تفسير ابن كثير" 2/ 140.
(¬6) "معاني القرآن" 2/ 228.
(¬7) انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 3755، و"الصحاح" 1/ 83 - 84، و"مجمل اللغة" 3/ 904، و"مقاييس اللغة" 6/ 52، و"المفردات" ص 841، و"اللسان" 8/ 4659 (هزأ).
الصفحة 17
566