كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)
قال أبو إسحاق: (موضع {كَمْ} نصب بأهلكنا لا بقوله: {يَرَوْا}؛ لأن لفظ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله) (¬1). والقرن: الأمة من الناس، وأهل كل مدة قرن؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم قرني" (¬2). واشتقاقه من الاقتران (¬3)، فالقرن: القوم المقترنون في زمان من الدهر (¬4)، وقال ابن عباس في تفسير قوله: {مِنْ قَرْنٍ}: (يريد: (من جيل ومن أمة) (¬5)، وقوله {مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ} قال ابن عباس: (يريد: أعطيناهم ما لم
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" 2/ 229، وانظر: "إعراب النحاس" 2/ 56، و"المشكل" لمكي 1/ 246، و"البيان" لابن الأنباري 1/ 314، و"التبيان" للعكبري 1/ 322، و"الفريد" للهمداني 2/ 120، و"الدر" للسمين 4/ 535.
(¬2) أخرجه البخاري في "صحيحه" (2651)، كتاب الشهادات، باب: لا يشهد على شهادة جور إذا شهد، ومسلم رقم 2535، كتاب فضائل الصحابة باب فضائل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال عمران: لا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة. الحديث.
وانظر شرحه في "فتح الباري" 7/ 5.
(¬3) انظر: "الجمهرة" 2/ 793، و"تهذيب اللغة" 3/ 2947، و"الصحاح" 6/ 2180، و"مقاييس اللغة" 5/ 76، و"المجمل" 3/ 749، و"المفردات" ص 667، و"النهاية" لابن الأثير 4/ 51، و"اللسان" 6/ 3608 (قرن).
(¬4) الجمهور على أن القرن مائة سنة، وأكثر المحققين على أنه غير مقدر بزمن معين لا يقع فيه زيادة ولا نقصان، بل المراد أهل كل عصر، فإذا انقضى أكثرهم قيل: قد انقضى القرن، وهو اختيار الزجاج في "معانيه" 2/ 229، والنحاس 2/ 400، والرازي في "تفسيره" 12/ 131، والقرطبي في "تفسيره" 6/ 391، وانظر: "معاني الفراء" 1/ 328، و"مجاز القرآن" 1/ 185، و"تفسير غريب القرآن" ص 151، و"تفسير البغوي" 3/ 128، وابن عطية 5/ 129، وابن الجوزي في "تفسيره" 3/ 5، و"البحر" 4/ 65، و "الدر المصون" 4/ 539.
(¬5) انظر: "تنوير المقباس" 2/ 4.
الصفحة 18
566