كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

والسماء [معناه] (¬1): المطر هاهنا، والمدرار: الكثير الدر وأصله من قولهم: درّ اللبن إذا أقبل على الحالب منه (¬2) شيء كثير فالمدرار يصلح أن يكون من نعت السحاب (¬3) ويجوز أن يكون من نعت المطر، ويقال: سحاب مدرار إذا تتابع إمطاره ومفعال يجيء في نعت يبالغ فيه. قال مقاتل: (مدرارًا: متتابعًا) (¬4) وقال المؤرج (¬5): (مرة بعد أخرى) (¬6). ويستوي في المدرار المذكر والمؤنث (¬7)
وقوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} قال ابن عباس: (يريد بكفرهم وجرأتهم عليَّ) (¬8). وقوله تعالى: {وَأَنْشَأْنَا} معنى الإنشاء ابتداء الإيجاد من
¬__________
= وذكر البغوي في "تفسيره" 3/ 128 عنه أنه قال: (متتابعًا في أوقات الحاجات) ا. هـ.
(¬1) لفظ: (معناه) ساقط من (أ). وانظر: "الزاهر" لابن الأنباري 1/ 238.
(¬2) انظر: "جمهرة اللغة" 1/ 11، و"تهذيب اللغة" 2/ 1171، و"الصحاح" 2/ 655، و"مقاييس اللغة" 2/ 255، و"المفردات" ص 310، و"اللسان" 3/ 1357 (در).
(¬3) مثله قال الرازي 12/ 159، والأكثر على أن {مِدْرَارًا} حال من السماء، وهو الظاهر؛ لأنه بعد معرفة. انظر: "إعراب النحاس" 1/ 537، و"المشكل" 1/ 246، و"البيان" 1/ 381، و"الفريد" 2/ 121، و"البحر" 4/ 76، و"الدر المصون" 4/ 541، ولعل مراد الواحدي بالنعت الحال؛ لأن أصله صفة. انظر "الأصول" لابن السراج 1/ 213، و"شرح شذور الذهب" ص 244.
(¬4) "تفسير مقاتل" 1/ 550.
(¬5) تقدمت ترجمته.
(¬6) ذكره الرازي 12/ 76، عن مقاتل، وانظر: "مجاز القرآن" 1/ 186، و"غريب القرآن" لليزيدي ص 134، و"تفسير غريب القرآن" ص 150، و"نزهة القلوب" ص 440.
(¬7) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 229، والنحاس 2/ 401.
(¬8) انظر: "تنوير المقباس" 2/ 4.

الصفحة 21