كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

على ضروب كلها يرجع إلى معنى انقطاع الشيء في تمامه) (¬1). وقد ذكرنا معاني القضاء في سورة البقرة.
قال أهل العلم: (إنما لم ينظروا ولو نزل الملك؛ لأنه يجب أن يجروا على سنة من قبلهم ممن طلب الآيات فلم يؤمنوا، فأهلكوا بعذاب الاستئصال كثمود وعاد، لحكم الله في خلقه بذلك؛ لأنه أزجر عن التحكم بطلب الآيات، وأدعى إلى الإيمان خوفا من الإهلاك) (¬2).
وقال الضحاك: (لو أتاهم ملك في صورته لماتوا) (¬3).
وقوله تعالى: {ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ} قال ابن عباس: إلا يؤخرون لتوبة ولا لغير ذلك) (¬4).

9 - وقوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا} أي: لو جعلنا الرسول ملكًا أو الذي ينزل عليه ليشهد له بالرسالة كما يطلبون ذلك.
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} (¬5) قال ابن عباس (¬6) والمفسرون (¬7): (لأنهم لا يستطيعون أن يروا الملك في صورته؛ لأن
¬__________
(¬1) كذا في النسخ، وعند الزجاج: (انقطاع الشيء وتمامه).
(¬2) انظر: "تفسير الماوردي" 2/ 97، و"تفسير البغوي" 3/ 129.
(¬3) ذكره البغوي في "تفسيره" 3/ 129، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 7/ 152، بسند ضعيف عن الضحاك عن ابن عباس.
(¬4) أخرجه الطبري في "تفسيره" 7/ 152 - 153، وابن أبي حاتم 4/ 1266 بسند ضعيف.
وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 12، وابن الجوزي "تفسيره" 3/ 8.
(¬5) لفظ: (لجعلناه) عليه طمس في (أ).
(¬6) أخرجه الطبري في "تفسيره" 7/ 152 - 153، وابن أبي حاتم 4/ 1266 بسند ضعيف.
(¬7) انظر: "تفسير الطبري" 7/ 152، وذكره ابن عطية في "تفسيره" 5/ 133، عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد.

الصفحة 25