كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

الضيفان من الآدميين (¬1)) (¬2)، وكذلك قصة جبريل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أتاه يسأله عن الإيمان والإِسلام والإحسان والقدر. والخبر صحيح مشهور (¬3).
وقوله تعالى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ}:
يقال: لبست الأمر على القوم ألبسه لبسًا إذا شبهته عليهم وجعلته مشكلًا (¬4). قال ابن السكيت (¬5): (يقال: لبست عليه الأمر إذا خلطته عليه حتى لا يعرف جهته) (¬6).
قال أهل اللغة (¬7): (معنى اللبس: منع النفس من إدراك المعنى كما هو (¬8) كالستر له، وأصله من الستر بالثوب ومنه لبس الثوب؛ لأنه ستر النفس به).
قال الضحاك (¬9) في تفسير قوله تعالى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ}:
¬__________
(¬1) قصة لوط عليه السلام مع الرسل مذكورة في مواضع من القرآن منها: في (سورة هود الآية: 77 وما بعدها) وفي (سورة الحجر 61 وما بعدها).
(¬2) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 2/ 231، وانظر: "ما اتفق لفظه واختلف معناه" للمبرد ص 32.
(¬3) أخرجه البخاري في "صحيحه" (50)، كتاب الإيمان باب سؤال جبريل، ومسلم رقم (9) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه مسلم عن عمر رضي الله عنه.
(¬4) هذا قول الأزهري في "تهذيب اللغة" 4/ 3228.
(¬5) تقدمت ترجمته.
(¬6) "إصلاح المنطق" ص 206، و"تهذيب اللغة" 4/ 3228.
(¬7) انظر: "العين" 7/ 262، و"الجمهرة" 1/ 341، و"الصحاح" 3/ 973، و"المجمل" 3/ 801، و"مقاييس اللغة" 5/ 230، و"المفردات" ص 734، و"اللسان" 7/ 3987 (لبس).
(¬8) في (ش): (بما هو).
(¬9) ذكره في "الوسيط" 1/ 12، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 7/ 1531، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1266، بسند ضعيف عن الضحاك عن ابن عباس نحوه.

الصفحة 27