كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

الظلمات) وهذا قول الحسين بن الفضل (¬1)، وهو أضعف هذه الأقوال.
وقوله تعالى: {لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}. قال الكلبي: (ليس بمؤمنٍ أبدًا) (¬2)، واتفق المفسرون على أن هذه الآية نزلت في مؤمن وكافر، وأجمعوا على أن الكافر أبو جهل (¬3).
واختلفوا في المؤمن من هو؟
فقال ابن عباس: (يريد: حمزة بن عبد المطلب، وذلك أن أبا جهل رمى النبي - صلى الله عليه وسلم - بفرث، وحمزة يومئذ لم يؤمن، فأخبره حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه، وبيده قوس، فأقبل غضبان حتى [علا] (¬4)، أبا جهل بالفرس، وهو يتضرع إليه ويستكين، ويقول: أما ترى ما جاء به، سفه عقولنا، وسب آلهتنا، فقال حمزة: ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله، أشهد أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له (¬5)] وأن محمدًا رسوله، فأنزل الله هذه الآية) (¬6).
وقال مقاتل: (نزلت في النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي جهل، وذلك أنه قال: زاحمنا
¬__________
(¬1) ذكر هذا القول الثعلبي في "الكشف" 183 ب بدون نسبة.
(¬2) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 112، بدون نسبة، وقال مجاهد في "تفسيره" 1/ 223: {لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} أي: الضلالة أبدًا).
(¬3) حكى الاتفاق أيضًا ابن عطية في "تفسيره" 5/ 237.
(¬4) لفظ (علا)، ساقط من أصل (أ)، وملحق بأعلى السطر.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).
(¬6) ذكره أكثرهم.
انظر: الثعلبي ص 183 ب، و"أسباب النزول" للواحدي ص 224، والبغوي 3/ 184، وابن الجوزي 3/ 116، والرازي 13/ 172، والقرطبي 7/ 78، وذكر القصة دون ذكر الآية ابن هشام في "السيرة" 1/ 312، 376، والحاكم في "المستدرك" 3/ 192 - 193.

الصفحة 407