كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

صغار عند الله، أي: مذلة و {عِنْدَ} متصلة بـ {سَيُصِيبُ}، المعنى: سيصيبهم عند الله صغار، قال وجائز أن يكون {عِنْدَ} متصلة بصغار فيكون المعنى: سيصيب الذين أجرموا صغار ثابت عند الله لهم) (¬1).
قال أبو علي: (يحتمل أن يكون {عِندَ} متصلة بـ {سَيُصِيبُ} ومعمولًا له، كما قال (¬2)، [كأنه] (¬3) سيصيب عند الله الذين أجرموا صغار، ويجوز أن يكون {عِندَ} معمولًا لصغار، والعامل فيه صغار نفسه؛ لأنه مصدر فلا يحتاج إلى تقدير محذوف في الكلام كما قدّره أبو إسحاق في قوله: صغار ثابت عند الله، لكن نفس المصدر يتناوله ويعمل فيه، والدليل على أن الصغار مصدر قوله:
وإذا تكُونُ (¬4) شَديِدَة أُدْعَى لَها ... وإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ
هَذَا لَعَمْرِكُمْ الضغَارُ بَعَيْنِهِ ... لا أُمَّ لي إِنْ كَانَ ذاكَ ولا أبُ (¬5)
¬__________
(¬1) "معاني الزجاج" 2/ 289.
(¬2) قوله: (كما قال) يريد الزجاج، في تقديره السابق.
(¬3) لفظ: (كأنه) ساقط من (ش).
(¬4) في (ش): (يكون).
(¬5) البيتان مختلف في نسبتهما وهما في: "اللسان" 2/ 1069. (حيس) لهنى بن أحمر الكناني أو لزرافة الباهلي أو لغيرهما كما في "شرح شواهد المغني" للسيوطي 2/ 921، وهما بلا نسبة في "معاني الفراء" 1/ 121 - 122، والأول في "الأضداد" لابن الأنباري ص 120.
والشاهد في: البيت الأخير وهو: لرجل من بني مذحج في "الكتاب" 2/ 291 - 292، و"الأصول" 1/ 386، ولهنى الكناني في "الكتاب" 1/ 319، وبلا نسبة في: "معاني الأخفش" 1/ 25، و"المقتضب" 4/ 371، و"الجمل" للزجاجي ص 239، و"الحجة" لأبي علي 1/ 190، و"معاني الحروف" للرماني ص 82، و"اللمع" ص 99، و"رصف المباني" ص 338، و"المغني" 2/ 593. والحَيْسُ, بفتح الحاء وسكون الياء: الأقط يخلط بالتمر والسمن.

الصفحة 416