كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

125 - قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} الآية، قال الليث: (يقال: شرح الله صدره فانشرح، أي: وسع (¬1) صدره لقبول الخير فتوسع) (¬2).
وقال غيره: (شرح فلان أمره إذا أوضحه وأظهره، وشرح مسألةً إذا كانت مشكلةً فبيّنها) (¬3).
وقال أبو العباس عن ابن الأعرابي: (الشرح: الفتح، والشرح: البيان) (¬4)، فقد ثبت للشرح (¬5) معنيان: أحدهما: الفتح، ومنه يقال: شرح الكافر بالكفر صدرًا. أي: فتحه لقبوله، ومنه قول الله عز وجل: {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} [النحل: 106]. وقوله: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الزمر: 22] أي: فتحه ووسعه له، ومن هذا قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)} [الشرح: 1].
قال الكلبي: ({يَشْرَحْ صَدْرَهُ} قلبه ويلينه ليقبل الإسلام) (¬6).
والذي يدل على أن الشرح معناه: الفتح والتوسيع، وصف الكافر بضده من تضييق قلبه، وهو قوله تعالى: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام:125]. قال المفسرون: (ولما نزلت هذه الآية سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل له: كيف يشرح صدره؟ فقال: "بنور يقذف فيه حتى ينفسح وينشرح"،
¬__________
(¬1) في (ش): (أي: وسع الله).
(¬2) "تهذيب اللغة" 2/ 1851.
(¬3) هذا في "تهذيب اللغة" 2/ 1851، كأنه من قول الليث.
(¬4) "تهذيب اللغة" 2/ 1851. وفيه أيضًا: (الشرح الحفظ والفهم). اهـ.
(¬5) انظر: "العين" 3/ 93، و"الجمهرة" 1/ 513، و"الصحاح" 1/ 378، و"المجمل" 2/ 528، و"المفردات" ص 449، و"اللسان" 4/ 2228 (شرح).
(¬6) "تنوير المقباس" 2/ 58.

الصفحة 418