كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

ومعنى استقامة صراط الله أنه يؤدي بسالكه إلى دار الخلود في النعيم (¬1).
وقوله تعالى: {قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} قال عطاء: (يريد: أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قبلوا مواعظ الله وانتهوا عما نهاهم الله) (¬2).

127 - قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ} يعني: الجنة في قول جميع المفسرين (¬3) قال الحسن (¬4) والسدي (¬5): (السلام هو الله تعالى، وداره الجنة)، ومعنى السلام في أسماء الله تعالى: ذو السلام، أي: السلامة من الآفات والنقائص (¬6)، فعلى هذا أضيف الدار إلى السلام الذي هو اسم الله تعالى على وجه التعظيم، كما قيل للكعبة: بيت الله، وللخليفة: عبد الله.
¬__________
= المصون" 5/ 147، وقد نقل هذا القول الرازي في "تفسيره" 13/ 187 - 188، عن الواحدي.
(¬1) انظر: "تفسير الخازن" 2/ 182.
(¬2) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 118، والخازن في "تفسيره" 2/ 182.
(¬3) حكاه الخازن في "تفسيره" 2/ 182، عن جميع المفسرين. وانظر: "تفسير المقاتل" 1/ 588، والطبري 8/ 32، والسمرقندي 1/ 513، والماوردي 2/ 167.
(¬4) ذكره الماوردي في "تفسيره" 2/ 167، والواحدي في "الوسيط" 1/ 118، وابن الجوزي في "تفسيره" 3/ 122، والخازن 2/ 182 عن الحسن والسدي.
(¬5) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 32 بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 84، وقال الثعلبي في "الكشف" 184 أ، والبغوي في "تفسيره" 3/ 187: (هذا قول أكثر المفسرين) اهـ.
(¬6) انظر: "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج ص30 - 31، و"الزاهر" 1/ 64, و"تهذيب اللغة" 2/ 1742، و"الأسماء والصفات" ص 53، و"المقصد الأسنى" ص 67، و"شرح أسماء الله الحسنى" للرازي ص 187، وقال السعدي رحمه الله تعالى في "الحق الواضح المبين" ص 81: (السلام: السالم من مماثلة أحد من خلقه، ومن النقصان، ومن كل ما ينافي كماله) اهـ.

الصفحة 432