كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

وقوله تعالى: {وَهُوَ وَلِيُّهُمْ} أي: يتولى إيصال المنافع إليهم ودفع المضار عنهم، وهذا يوجب إخبارًا عن كونه وليهم في الآخرة، لأنه قال: {بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أي: في الدنيا، وإن كان هو اليوم أيضًا ولي المؤمنين، وعلى هذا دل كلام ابن عباس؛ لأنه قال في قوله: {وَهُوَ وَلِيُّهُمْ}: (أنزل بهم المحبة والكرامة والرضوان وما (¬1) لا يوصف من النعيم) (¬2)، وكل هذا يكون في الآخرة (¬3).

128 - قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} الآية. قال المفسرون (¬4): (يعني: الجن والإنس يجمعون في موقف [يوم] (¬5) القيامة).
قال عطاء عن ابن عباس: (يريد: هم وقرناؤهم من الشياطين) (¬6).
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ}. قال الزجاج: (المعنى: فيقال لهم: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ} (¬7)، {قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ} أي: من إغواء الإنس وإضلالهم، عن ابن عباس (¬8)، والحسن (¬9)، وقتادة (¬10).
¬__________
(¬1) في (أ): (ومما لا يوصف).
(¬2) في "تنوير المقباس" 2/ 59 نحوه
(¬3) انظر: "تفسير الطبري" 2/ 167، والسمرقندي 1/ 513، والماوردي 2/ 167.
(¬4) انظر: "تفسير الطبري" 8/ 33، والسمرقندي 1/ 513، والماوردي 2/ 168.
(¬5) لفظ: (يوم) ساقط من (ش).
(¬6) في "تنوير المقباس" 2/ 59 نحوه.
(¬7) "معاني الزجاج" 2/ 291، ومثله قال النحاس في "معانيه" 2/ 489.
(¬8) ذكره الماوردي في "تفسيره" 2/ 168، وابن عطية 5/ 352، عن ابن عباس ومجاهد وقتادة.
(¬9) أخرج الطبري في "تفسيره" 8/ 33، عن الحسن نحوه، وذكره هود الهواري في "تفسيره" 1/ 559، والماوردي 2/ 168، والسيوطي في "الدر" 3/ 85.
(¬10) أخرج عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/ 218، والطبري 8/ 33، وابن أبي حاتم 4/ 1387 بسند جيد عن قتادة نحوه.

الصفحة 434