كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

وروي عن ابن عباس في "تفسيره": (يعني: أضللتم منهم كثيراً) (¬1)، وهو قول الفراء (¬2).
وقال مجاهد: (كثر من أغويتم منهم) (¬3).
وقال أبو إسحاق: ({قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ} ممن أضللتموه من الإنس) (¬4).
وقال غيره: ({قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ} بالإغواء والإضلال) (¬5)، وهذه الأقوال معناها واحد، {وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ} يعني: الذين أضلوهم من الإنس.
{رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} قال (¬6): (معنى هذا الاستمتاع: هو أن الرجل كان إذا سافر فأمسى بأرض قفرٍ فخاف على نفسه قال (¬7): أعوذ بسيد هذا الوادي من (¬8) سفهاء قومه، فيبيت آمنًا في نفسه، فهذا استمتاع (¬9)
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 33، وابن أبي حاتم 4/ 1387 بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 85.
(¬2) "معاني الفراء" 1/ 354.
(¬3) "تفسير مجاهد" 1/ 223، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 33، وابن أبي حاتم 4/ 1387 بسند جيد، وهو قول النحاس في "معانيه" 2/ 489.
(¬4) "معاني الزجاج" 2/ 291.
(¬5) هذا قول الطبري في "تفسيره" 8/ 33.
(¬6) كذا جاء في النسخ، وفي "تفسير الثعلبي" 184 أ، والبغوي 3/ 188: (قال الكلبي): والظاهر أن المراد بقوله: (قال) مقاتل؛ لأن النص في "تفسيره" 1/ 589 أو الفراء؛ لأنه في "معانيه" 1/ 354، ولأن الواحدي ذكر الرواية عن الكلبي فيما بعد.
(¬7) في (أ): (فقال).
(¬8) (ش): (على).
(¬9) في (أ): (فهذا الستمتاع)، وهو تحريف.

الصفحة 435