كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

الوقت، وحقيقته ما أعلمتك) (¬1)، انتهى كلامه. وقول ابن عباس: (فيها مقامكم) (¬2)، يدل على صحة قول أبي علي.
وقوله تعالى: {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} قال ابن عباس: (استثنى الله قوماً قد سبق في علمه أنهم يسلمون ويصدقون النبي - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به) (¬3)، وعلى هذا القول يجب أن يكون (ما) بمعنى (مَنْ) (¬4).
وقال أبو إسحاق: (معنى الاستثناء عندي: إنما هو من يوم القيامة؛ لأن قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} هو يوم القيامة فقال: {خَالِدِينَ فِيهَا} منذ يبعثون {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} من مقدار حشرهم من (¬5) قبورهم، ومقدار مدَّتِهم في محاسبتهم) (¬6).
¬__________
= و"الصاحبي" ص 269، و"رصف المباني" ص 277، و"المغني" لابن هشام 1/ 302.
(¬1) "الإغفال" ص 706 - 709، وعليه يكون (خالدين) منصوب على أنه حال مقدرة والعامل فيها (مثواكم)؛ لأنه اسم مصدر من الثواء، وهو الإقامة.
انظر: "غرائب التفسير" 1/ 385، و"البيان" 1/ 339، و"التبيان" 358، و"الفريد" 2/ 228، و "الدر المصون" 5/ 149.
(¬2) سبق تخريجه.
(¬3) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 119، والبغوي 3/ 189، والرازي 13/ 192، وأخرج الطبري 8/ 34، وابن أبي حاتم 4/ 1388 بسند جيد عنه، قال: (إن هذه الآية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه لا ينزلهم جنة ولا نارًا)، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 85، وقال الخازن 2/ 183: (نقل جمهور المفسرين عن ابن عباس أن هذا الاستثاء يرجع إلى قوم سبق فيهم علم الله أنهم يسلمون ويصدقون النبي - صلى الله عليه وسلم - فيخرجون من النار، قالوا: و (ما) تكون بمعنى من على هذا التأويل. اهـ.
(¬4) أي: التي للعقلاء، وساغ وقوعها هنا؛ لأن المراد بالمستثنى نوع وصنف، وما تقع على أنواع من يعقل، أفاده السمين في "الدر" 5/ 151.
(¬5) في (أ): (في).
(¬6) "معاني الزجاج" 2/ 291 - 292، وفيه: (ويجوز أن يكون إلا ما شاء ربك مما =

الصفحة 440