كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

وقوله تعالى: {ذُو الرَّحْمَةِ}. قال ابن عباس: (بأوليائه وأهل طاعته) (¬1)، وقال الكلبي: (ذو الرحمة بخلقه، وذو التجاوز) (¬2)، وقال مقاتل: (ذو النعمة فلا يعجل (¬3) عليهم بالعذاب، -يعني: كفار مكة-).
وقوله تعالى: {وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ}. قال الكلبي: (وينشئ من بعدكم خلقًا آخر) (¬4) {كَمَا أَنْشَأَكُمْ} مثل ما أنشاكم، أي: خلقكم ابتداء {مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} -يعني: آباءهم الماضين-، وهذا وعيد لهم بالإهلاك (¬5).

134 - قوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ}. قال الحسن: (أي: من مجيء الساعة؛ لأنهم كانوا يكذبون بالنشأة الثانية) (¬6)، فيجوز أن يكون (توعدون) من الإيعاد: أي ما توعدون به من العقوبة في الآخرة، ويجوز أن يكون من الوعد، لاختلاط الخير بالشر، فيكون على التغليب، إذ مجيء الساعة خير للمؤمنين، وشر على الكافرين، وقوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} أي: بفائتين: يقال: أعجزني فلان، أي: فاتني وغلبني فلم أقدر عليه (¬7).
¬__________
(¬1) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 121، والبغوي في "تفسيره" 3/ 191، وابن الجوزي 3/ 127.
(¬2) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 121، والبغوي في "تفسيره" 3/ 191.
(¬3) "تفسير مقاتل" 1/ 590، وقد جاء في (ش)، و"تفسير مقاتل": (فلا تعجل) بالتاء.
(¬4) انظر: "تنوير المقباس" 2/ 62.
(¬5) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 202، والسمرقندي 1/ 514 - 515.
(¬6) ذكره الرازي في "تفسيره" 13/ 166، والقرطبي 7/ 88، وأبو حيان في "البحر" 4/ 225.
(¬7) هذا قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" 1/ 206.

الصفحة 449