كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

قال ابن عباس: (يريد: وما يعجزني منكم أحد) (¬1).

135 - قوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ}. قال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد: على حالاتكم التي أنتم عليها) (¬2)، قال الزجاج: (المعنى: اعملوا على ما أنتم عليه، يقال للرجل إذا أمرته أن يثبت على حاله: على مكانتك يا فلان، أي: أثبت على ما أنت عليه) (¬3).
وقال مقاتل: (على جديلتكم) (¬4)، وهذا القول راجع إلى ما ذكرنا؛ لأن الجديلة (¬5) معناها: الطريقة، والطريقة يراد بها هاهنا: ما هم عليها، ومثل هذا قول مجاهد: (على وتيرتكم) (¬6)، وقول الكلبي: (على منازلكم) (¬7) وقول يمان: (على مذاهبكم) (¬8).
¬__________
(¬1) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" 4/ 1390، بسند ضعيف من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: ({وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} أي: بسابقين)، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 88.
(¬2) ذكره الثعلبي في "الكشف" 184 ب، والبغوي في "تفسيره" 3/ 191، من قول عطاء فقط، وأخرج الطبري في "تفسيره" 8/ 39، وابن أبي حاتم 4/ 1390، بسند جيد عن ابن عباس قال: (يعني: على ناحيتكم)، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 88.
(¬3) "معاني الزجاج" 2/ 293، وفيه: (المعنى: اعملوا على تمكنكم، ويجوز أن يكون المعنى: اعملوا على ما أنتم عليه ..) ثم ذكر ما ذكر الواحدي.
(¬4) "تفسير مقاتل" 1/ 590.
(¬5) الجديلة؛ بفتح الجيم وكسر الدال: الطريقة، والناحية، والشاكلة. انظر: "اللسان" 1/ 571 (جدل).
(¬6) ذكره الثعلبي في "الكشف" 184 ب. والوتيرة، بفتح الواو وكسر التاء: الطريقة، والصفة. انظر: "اللسان" 8/ 4760 (وتر).
(¬7) ذكره الثعلبي 184 ب.
(¬8) ذكره الثعلبي في "الكشف" 184 ب.

الصفحة 450