مَعْرُوشَاتٍ} ما قام على ساق وبسق (¬1)، مثل النخل والزرع وسائر الأشجار) (¬2).
وقوله تعالى: {وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ} فسر ابن عباس: (الزرع هاهنا بجميع الحبوب التي تقتات، {مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ} قال: يريد بكل شيء منها طعم غير طعم الآخر) (¬3)، والأكل كل ما أكل، وهاهنا المراد به: ثمر النخل والزرع، ومضى القول في الأكل عند قوله تعالى: {فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ} [البقرة: 265] وانتصب (مختلفًا) على الحال (¬4) أي: أنشأه في حال اختلاف أكله.
¬__________
(¬1) بَسَق، بالفتح: طال، وارتفع. انظر: "اللسان" 1/ 284 (بسق)، وجاء الأثر عند البغوي في "تفسيره" 3/ 195، وفيه (ونسق) بالنون بدل الباء، والنَّسَق: ما كان على طريقة نظام واحد. انظر: "اللسان" 10/ 7/ 4412 (نسق).
(¬2) ذكره الثعلبي في "الكشف" 185 أ، والقرطبي 7/ 98، والخازن 2/ 190، وأبو حيان في "البحر" 4/ 236، وأخرج الطبري في "تفسيره" 8/ 52، بسند جيد عن ابن عباس قال: ({مَعْرُوشَاتٍ} مسموكات)، وفي رواية ({مَعْرُوشَاتٍ}: ما عرش الناس {وغير معروشات}: ما خرج في البر والجبال من الثمرات) اهـ. والظاهر أن المراد بالمعروشات: ما كانت مرفوعة على ما يحملها من دعائم كأشجار العنب وغيرها، وغير المعروشات هي المتروكة على وجه الأرض لم تعرش. وهو اختيار أبي عبيدة في "مجاز القرآن" 1/ 207، وأبي حيان في "البحر" 4/ 236، والدكتور فريد مصطفى سلمان في "تفسير آيات الأحكام من سورتي الأنعام والأعراف" ص 85 - 86.
(¬3) ذكره الرازي في "تفسيره" 13/ 212، وانظر: "تفسير الخازن" 2/ 190، و"البحر المحيط" 4/ 234.
(¬4) حال مقدرة؛ لأن النخل والزرع وقت خروجهما لا أكل فيه، حتى يقال فيه متفق أو مختلف. انظر: "إعراب النحاس" 1/ 585، و"المشكل" 1/ 274، و"غرائب التفسير" 1/ 389، و"البيان" 1/ 345، و"التبيان" 361، و"الفريد" 2/ 239 , و"الدر المصون" 5/ 187.