كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

وقوله تعالى: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} قال ابن عباس: (يريد: بيّن العداوة، أخرج آدم من الجنة، وهو القائل: {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 62] (¬1).

143 - وقوله تعالى: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} الآية. انتصب (ثمانية) بالبدل من {حَمُولَةً وَفَرْشًا} في قول الفراء والزجاج (¬2). قال الفراء: (وإن شئت أضمرت لها فعلًا) (¬3)، قال ابن قتيبة: (أي: كلوا مما رزقكم الله {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}) (¬4).
قال الفراء: (الذكر زوج، والأنثى زوج) (¬5)، وهو قول ابن عباس: (يريد: بالزوج الواحد الذكر (¬6) زوج، والأنثى زوج) (¬7).
وقال ابن قتيبة: (والثمانية الأزواج: الضأن، والماعز، والإبل، والبقر، [فالضأن والماعز ذكرا في هذه الآية، والإبل والبقر (¬8)] فيما
¬__________
(¬1) لم أقف عليه، وفي "تنوير المقباس" 2/ 68، قال: (ظاهر العداوة يأمركم بتحريم الحرث والأنعام).
(¬2) "معاني الزجاج" 2/ 299، وهو قول الطبري في "تفسيره" 8/ 65.
(¬3) "معاني الفراء" 1/ 359.
(¬4) "تأويل مشكل القرآن" ص 339، وفيه: (وإن شئت جعلته منصوبًا بالرد إلى الحمولة، والفرش تبيينا لها) ا. هـ، وبعضهم قدر: وأنشأ ثمانية أزواج، أو كلوا لحم ثمانية أزواج، انظر: "معاني الأخفش" 2/ 289، و"إعراب النحاس" 1/ 586، و"المشكل" 1/ 275، و"البيان" 1/ 345 - 346، و"التبيان" 361، و"الفريد" 2/ 241، و"الدر المصون" 5/ 192.
(¬5) "معاني الفراء" 1/ 359، وقال الزجاج في "معانيه" 2/ 299: (والزوج في اللغة: الواحد الذي يكون معه آخر) ا. هـ، وانظر: "معاني النحاس" 2/ 505.
(¬6) في (ش): (يريد بالزوج: الذكر الواحد زوج، وبالأنثى: زوج).
(¬7) لم أقف عليه.
(¬8) ما بين المعقوفين ساقط من (ش).

الصفحة 489