قال النحويون: (¬1) (هلم على اللغة الأولى لا تصرف له وهو بمنزلة نعم وبئس، وإذا زال التصرف لم يبن عليه في الجواب إلا أهلم (¬2) وأهلم فإن هذا تصرف، وإنما تصرف هذا إلى اللغة الثانية المجراة (¬3) مجرى الأفعال المتصرفة في التثنية والجمع). فأما أصل هذه الكلمة وإعرابها، فقال الخليل وسيبويه: (إنها هاء ضمت إليها لُمّ، ومعنى لمّ، أي: جمع، ويكون معنى: ادنُ، يقال: لفلان لمه، أي: دنو، ثم جعلتا كالكلمة الواحدة) (¬4).
وقال الفراء: (أصلها هل أُمَّ، أرادوا بهل: أقبل، وأُم، أي: اقصد) (¬5)، وهذا قول ابن دريد أيضًا (¬6).
وقال أبو إسحاق: (وفتحت هلم (¬7)؛ لأنها مدغمة كما فتحت رُدَّ في الأمر لالتقاء الساكنين، ولا يجوز فيها هَلُمَّ بالضم كما يجوز في رُد بالضم (¬8) لأنها لا تتصرف).
¬__________
(¬1) انظر: "معاني الأخفش" 2/ 290، و"تأويل مشكل القرآن" ص 557، و"المقتضب" 3/ 202 - 203، و"الأصول" 1/ 141 - 146، و"حروف المعاني" للزجاجي ص 73 - 74، و"الخصائص" 3/ 35 - 37، و"الصاحبي" ص 279، و"المشكل" 1/ 277، و"البيان" 1/ 348، و"التبيان" 1/ 363.
(¬2) في (أ): (في الجواب لا أهلم أو أهلم). وقد ضبط إلا أهلم بفتح الهاء، وضم اللام وأهَلِم: بكسر اللام.
(¬3) في (ش): (والمجراة)، بالواو.
(¬4) انظر: "الكتاب" 3/ 529 و3/ 332 و1/ 246.
(¬5) "معاني الفراء" 1/ 203. وانظر: "الصاحبي" ص 279.
(¬6) "جمهرة اللغة" 2/ 988.
(¬7) في (ش): (هل)، وهو تحريف.
(¬8) في "معاني الزجاج" 2/ 303: (كما يجوز في رد: الفتح والضم والكسر؛ لأنها لا تتصرف) ا. هـ، وانظر: "إعراب النحاس" 2/ 105.