كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

انتصاب قوله (مستقيما) عند قوله: {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ} [الأنعام: 126] في هذه السورة. قال ابن عباس في قوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} (يريد: ديني دين الحنيفية أقوم الأديان وأحسنها) (¬1).
وقال مقاتل: (الذي ذكر في هذه الآيات (¬2) من أمره ونهيه {صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ}) (¬3).
وقوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} قال ابن عباس: (اليهودية والنصرانية والمجوسية وعبادة الأوثان) (¬4)، وهذا تفسير ما ذكره مجملًا في رواية عطاء قال: (يريد: مثل الذي يسلك الطريق فيأخذ بنيات (¬5) الطريق) (¬6)، وقال مجاهد {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} (يعني: البدع والشبهات) (¬7)، وقال مقاتل: (يعني: طريق الضلالة فيما حرموا على
¬__________
(¬1) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 142، ولم أقف عليه عند غيره.
(¬2) في "ش" (الآية).
(¬3) "تفسير مقاتل" 1/ 597.
(¬4) "تنوير المقباس" 2/ 74، وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 142، وأخرج الطبري في "تفسيره" 8/ 88، وابن أبي حاتم 5/ 1422 بسند ضعيف عن ابن عباس، قال: (لا تتبعوا الضلالات) ا. هـ
(¬5) بُنيّاتُ الطريق، بضم الباء وفتح النون والياء المشددة: الطُّرف الصغار تتشعب من العبادة، وهي الترهات. انظر: "اللسان" 1/ 408 (بني).
(¬6) لم أقف عليه، وأخرج الطبري في تفسيره 8/ 88 بسند جيد عن ابن عباس في الآية قال: (أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله) اهـ.
(¬7) "تفسير مجاهد" 1/ 227، وأخرجه الطبري في (تفسيره) 8/ 88، وابن أبي حاتم 5/ 1422 بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 106، وفي "تفسير مجاهد" زيادة لفظ (والضلالات).

الصفحة 536