كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

وهم اليهود والنصارى (¬1)، {وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} يريد: لم ندرس التوراة والإنجيل فتعرف (¬2) ما فيها) (¬3). قال الزجاج: (المعنى: وما كنا إلا غافلين عن دراستهم، أي: كنا غافلين عن تلاوة كتبهم) (¬4). قال المفسرون: (الخطاب لأهل مكة، والمراد بالآية: إثبات الحجة عليهم بإنزال القرآن على محمد، كيلا يقولوا يوم القيامة إن التوراة والإنجيل أنزلا {عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا} وكنا غافلين عما فيهما، فقطع الله معاذيرهم بإنزال القرآن فيهم) (¬5)، وقال قتادة: ({دِرَاسَتِهِمْ} قراءتهم) (¬6).

157 - وقال [الكلبي] (¬7) والكسائي: {وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} لا نعلم (¬8) ما هي؛ لأن كتابهم لم يكن بلغتنا، فأنزل الله تعالى كتابًا بلغتهم، وبعث منهم رسولاً يعرفون نسبه، ويعرفونه بالصدق فقال: {فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأنعام:157] أي: رسول من ربكم {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195] حين لم تعرفوا (¬9) دراسة
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 93، وابن أبي حاتم 5/ 1425، بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(¬2) في (ش): (فيعرف) بالياء.
(¬3) أخرج الطبري في "تفسيره" 8/ 94، وابن أبي حاتم 5/ 1425، بسند جيد عن ابن عباس قال: (يقول وإن كنا عن تلاوتهم لغافلين) اهـ.
(¬4) "معاني الزجاج" 2/ 307.
(¬5) انظر: "تفسير الطبري" 8/ 93، 94، والسمرقندي 1/ 525، وابن الجوزي 3/ 154 - 155.
(¬6) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 94 بسند جيد.
(¬7) لفط: (الكلبي) ساقط من (أ)، ولم أقف على قوله.
(¬8) في: (ش): (لم يعلم).
(¬9) في (ش): (لم يعرفوا).

الصفحة 545