كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

من مكذبي محمد (إلى ذلك الوقت، والمراد بهذا بيان أن المشركين والمكذبين إنما يمهلون قدر مدة الدنيا، فهم يتنعمون فيها، فإذا ماتوا أو ظهرت أمارات القيامة لم ينفعهم الإيمان؛ وحلت بهم العقوبة اللازمة لهم أبدًا. ثم قال: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} (أي: لا ينفعها الإيمان عند الآية التي تضطرهم إلى الإيمان؛ لأن الله جل وعز بعث الرسل بالآيات التي تتدبر، فيكون للمؤمن بها ثواب، ولو بعث الله على كل من لم يؤمن عذابا لاضطر الناس إلى الإيمان, وسقط التكليف والجزاء) (¬1) قاله أبو إسحاق.
وقوله تعالى: {قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [الأنعام:158] قال ابن عباس: ({قُلِ انْتَظِرُوا} يا (¬2) أهل مكة {إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} بكم العذاب يوم القيامة، أو قبلها في الدنيا (¬3).
¬__________
= عطية في "تفسيره" 5/ 409: (يصح أن يراد جميع ما يقطع بوقوعه من أشراط الساعة ثم خصص بعد ذلك بقوله: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} الآية التي ترفع التوبة معها وقد بينت الأحاديث أنها طلوع الشمس من مغربها وهو قول جمهور أهل التأويل، وروي عن ابن مسعود أنها إحدى ثلاث: إما طلوع الشمس من مغربها، وإما خروج الدابة، وإما خروج يأجوج ومأجوج، وهذا فيه نظر؛ لأن الأحاديث ترده وتخصص الشمس) ا. هـ. ملخصًا.
وانظر: "تفسير الرازي" 14/ 7 وفيه: (أجمعوا على أن المراد بهذه الآيات علامات القيامة) اهـ.
(¬1) "معاني الزجاج" 2/ 308.
(¬2) في (ش): (قل انتظروا إنا أهل مكة إنا متظرن ..)، وهو تحريف.
(¬3) "تنوير المقباس" 2/ 76، وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 146، وهو في "تفسير البغوي" 3/ 207 بدون نسبة.

الصفحة 548