كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

وقوله تعالى: {قُلِ انْتَظِرُوا} دليل على أن قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ (¬1) إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ (¬2) الْمَلَائِكَةُ} استفهام معناه: النفي، وذلك النفي خبر يتضمن النهي على ما بينا، ألا ترى أنه أمرهم بانتظار هذه الأشياء في آخر الآية، والدليل على هذه الجملة أن المشركين والكفار في ذلك الوقت كانوا غافلين لاهين ما كانوا ينتظرون شيئًا مما ذكر في هذه الآية، وكذلك في كل وقت.

159 - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ} الآية. قال ابن عباس (¬3)، في رواية عطاء: (يريد: المشركين بعضهم يعبدون الملائكة يزعمون بأنهم بنات الله، وبعضهم يعبد الأصنام {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}) (¬4) [يونس: 18].
فهذا معنى {فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} أي: فرقًا وأحزابًا في الضلالة، فتفريقهم دينهم أنهم لم يجتمعوا في دينهم الذي هو شرك على شيء واحد،
¬__________
(¬1) في النسخ: (هل ينتظرون ..)، وهو تحريف.
(¬2) في (أ): (يأتيهم) بالياء.
(¬3) أخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1430 عن ابن عباس بسند جيد في الآية قال: (أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما أهلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله) ا. هـ.
وفي "تنوير المقباس" 2/ 77 قال: (تركوا دينهم ودين آبائهم وصاروا فرقًا، اليهودية والنصرانية والمجوسية) ا. هـ.
وأخرج الطبري في "تفسيره" 8/ 104، 105، وابن أبي حاتم 5/ 1430، والنحاس في "ناسخه" 2/ 356، عن ابن عباس بسند ضعيف قال: (اليهود والنصارى) اهـ. ملخصًا.
(¬4) ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 7.

الصفحة 549