كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

عباس (¬1) -رضي الله عنه-، فالدين [الذي] (¬2) فارقه المشركون التوحيد الذي نصب لهم عليه أدلته؛ لأن المشركين لم يكونوا أهل كتاب، ولا ممسكين بشريعة ثم تركوها حتى يقال: (فارقوا دينهم) ولكن إضافة الدين إليهم كإضافته إلى اليهود على ما بينا، ومثل هذا قوله: {وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ} [الأنعام: 137] أي: دينهم الذي دعوا إليه وشرع لهم، ألا ترى أنهم لا يلبسون عليهم دينهم الذي هو الإشراك.
وقال مجاهد فيما روى عنه ليث (¬3): {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ} (هم من هذ الأمة) (¬4).
وكذلك روي عن طاووس (¬5) وعائشة (¬6) وعن أبي هريرة (¬7) روي مرفوعًا (¬8): أنهم أهل البدع والشبهات، وأهل الضلالة من هذه الأمة، ذلك أنهم أبدعوا في الدين، وخالفوا الجماعة العظمى، وصاروا شيعًا مختلفين.
¬__________
(¬1) سبق تخريجه قريبًا.
(¬2) لفظ: (الذي) ساقط من (ش).
(¬3) ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي مولاهم، أبو بكر الكوفي، تقدمت ترجمته.
(¬4) ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 8.
(¬5) لم أقف عليه.
(¬6) لم أقف عليه.
(¬7) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 105، وابن أبي حاتم 5/ 1429، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 117، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في "حاشية الطبري".
(¬8) المرفوع جاء من ثلاثة طرق:
الأول: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا عائشة، {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة، ليست لهم توبة. يا عائشة، إن لكل صاحب ذنب توبة =

الصفحة 552