ثَلاثُ شُخُوصٍ كاعِبَاتٍ (¬1) ومُعْصِرُ
فأراد بالشخوص: نساء (¬2)، والآخر: أن المضاف إلى المؤنث قد يؤنث وإن كان مذكرًا كقول من قرأ (¬3): (تلتقطه بعض السيارة) [يوسف: 10] (¬4) والأمثال يراد: بها حسنات أمثالها من جهة المجانسة تثبت (¬5) لصاحبها، ثم الجزاء يقع لصاحبها على تلك العشر، وليس في الآية ذكر الجزاء بالحسنة، إنما ذكر أن لصاحب الحسنة الواحدة عشر حسنات (¬6).
[و] (¬7) قوله تعالى: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} قال ابن عباس: (يريد: الخطيئة، قال: وهذا للمؤمنين) (¬8) ومعنى: {إِلَّا مِثْلَهَا} إلا جزاء مثلها، يوازيها ويماثلها, لا يكون أكثر منها، وروى أبو ذر (أن
¬__________
(¬1) هكذا في النسخ: (كاعبات)، ولم أقف عليه بهذا اللفظ، وفي المراجع: (كاعبان) بالنون.
(¬2) في (ش): (نسبًا)، وهو تحريف.
(¬3) قراءة العامة: (يلتقطه بعض السيارة) بالياء، وقرأ مجاهد والحسن وقتادة. (تلتقطه) بالتاء لتأنيث المعنى ولإضافته إلى مؤنث. انظر: "إعراب النحاس" 2/ 126، و"مختصر الشواذ" ص 67، و"الدر المصون" 6/ 447، و"الإتحاف" ص 262.
(¬4) "التكملة" لأبي علي ص 270، وانظر: تفصيل ذلك في الكتاب 3/ 561 - 567، ومعاني الأخفش 2/ 291، والفراء 1/ 366 - 367، والزجاج 2/ 309، و"تفسير الطبري" 8/ 110، و"إعراب النحاس" 1/ 595.
(¬5) في (ش): (يثبت) بالياء.
(¬6) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 310، و"تفسير القرطبي" 7/ 151.
(¬7) لفظ: "الواو" ساقط من (ش).
(¬8) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 148، والراجح أن المراد بالحسنة والسيئة العموم، وأصل الحسنات التوحيد، وأسوأ السيئات الشرك، وهو اختيار ابن عطية في "تفسيره" 5/ 412، والرازي 14/ 8، وانظر: "تفسير ابن كثير" 2/ 220.