كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

161 - قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا} قال أبو إسحاق: (أما نصب {دِينًا} فمحمول على المعنى؛ لأنه لما قال: {هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} دل على عرفني، فكأنه قال: عرفني {دِينًا} قال: ويجوز أن يكون على البدل من معنى {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} لأن معناه: هداني صراطًا مستقيمًا دينا، كما قال: {وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: 2] (¬1).
وقوله تعالى: {قِيَمًا} قال ابن عباس: (يريد: مستقيمًا) (¬2) ونحو ذلك قال الأخفش (¬3) والزجاج (¬4) في القيم، وهو من باب الميت (¬5) والصيب ونحوه، وقرأ أهل (¬6) الكوفة {قِيَمًا} مكسورة القاف خفيفة الياء. قال الزجاج: (وهو مصدر كالصغر (¬7) والكبر والحول والشيع). قال أبو علي: (وكان القياس أن يصحح فيه الواو كالعوض والحول، ولكنه شذ عن
¬__________
(¬1) انظر: معاني الزجاج 2/ 311، وإعراب النحاس 1/ 596، والحجة لأبي علي 3/ 440، والمشكل 1/ 279، والدر المصون 5/ 238.
(¬2) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 151.
(¬3) "معاني الأخفش" 2/ 292.
(¬4) "معاني الزجاج" 2/ 310، وهو قول الطبري في "تفسيره" 8/ 111، والنحاس في "معانيه" 2/ 525.
(¬5) يريد قيم وزنه فَيْعِل وأصله قَيْوِم، اجتمعت الياء والواو، والأولى ساكنة، فقلبت الواو ياء وأدغمت ثم خفف اللفظ إلى قِيَم بكسر القاف وفتح الياء، ومثله مَيِّت وصَيِّب وسَيَّد ونحوه. انظر: اللسان 6/ 3785 (قوم).
(¬6) قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع: (قَيِّما) بفتح القاف وكسر الياء مشددة، وقرأ الباقون بكسر القاف وفتح الياء مخففة. انظر: السبعة ص 274، والمبسوط ص 177، والتذكرة 2/ 414، والتيسير ص 108، والنشر 2/ 267.
(¬7) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 310 - 311، والنصر فيه: (مصدر كالصغر والكبر) فقط، ولفظ: (شيع) من "الحجة" لأبي علي 3/ 439، وانظر: "العضديات" ص 122.

الصفحة 559