كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)

البطان (¬1) بإسكان الألف مع سكون لام المعرفة)، حكى أيضًا: له (¬2) ثلثا المال. ومثل هذا ما جوّزه يونس (¬3) من قوله: (اضربان زيدًا واضربنان زيدًا) (¬4)، وسيبويه (¬5) ينكر هذا من قول يونس (¬6)، قال الزجاج: (ومعنى الآية: أنه يخبر بأنه إنما يتوجه بالصلاة (¬7) وسائر المناسك إلى الله عز وجل لا إلى غيره، كما كان المشركون يذبحون لأصنامهم، فأعلم أنه لله وحده لا شريك له) (¬8).

163 - وقوله تعالى: {وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ}. قال ابن عباس: (يقول: بذلك أوحى الله إلى. {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} قال: يريد: أول من أسلم لله بقلبه ولسانه وجوارحه) (¬9). وقال قتادة: ({وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} من هذه الأمة) (¬10). وقال
¬__________
(¬1) البطان، بالكسر: الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير، وفيه حلقتان، فإذا التقتا فقد بلغ الشَّدُّ غايته، يضرب مثلًا في الحادثة إذا بلذت النهاية في الشدة والصعوبة. انظر: "الكامل للمبرد" 1/ 18، و"جمهرة الأمثال" 1/ 188، و"مجمع الأمثال" 3/ 147، و"المستقصى" للزمخشري 1/ 306.
(¬2) لفظ: (له) مكرر في (ش).
(¬3) يونس بن حبيب الضبي إمام، تقدمت ترجمته.
(¬4) "الكتاب" 3/ 527، و"إعراب النحاس" 1/ 596.
(¬5) قال في "الكتاب" 3/ 527: (هذا لم تقله العرب، وليس له نظير في كلامها, لا يقع بعد الألف ساكن إلا أن يدغم) اهـ.
(¬6) ما سبق في توجيهه القراءة هو قول أبي علي في "الحجة" 3/ 440.
(¬7) في: (ش): (إنما يتوجه الصلاة)، وهو تحريف.
(¬8) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 311، و"معاني النحاس" 2/ 525 - 526.
(¬9) ذكر الواحدي في "الوسيط" 1/ 152 عن ابن عباس قال: (بذلك أوحي إليّ) ا. هـ. ولم أقف عليه عند غيره.
(¬10) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/ 223، والطبري 8/ 112، وابن أبي حاتم 5/ 1435 بسند جيد.

الصفحة 563