كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)
وقوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ} قال أبو إسحاق: (دل بقوله: {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} (¬1) أنه فضل بعض الناس على بعض في الرزق ليختبرهم فيما رزقهم، وهو جل وعز عالم [بما يكون] (¬2) منهم قبل ذلك إلا أنه اختبرهم ليظهر منهم ما يكون عليه الثواب والعقاب) (¬3).
وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ}. قال ابن عباس: (يريد: لأعدائه بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهلاكهم وقتلهم. {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} يريد: غفور لأوليائه رحيم بهم) (¬4).
وقال غيره (¬5): {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ} (أراد في الآخرة وجعله سريعًا؛ لأن كل ما هو آت قريب)؛ وهو معنى قول الزجاج (¬6).
¬__________
(¬1) لفظ: "الواو" ساقط من (ش).
(¬2) لفظ: (بما يكون) ساقط من (ش).
(¬3) "معاني الزجاج" 2/ 312، وانظر: تفسير الطبري 8/ 114، و"معاني النحاس" 2/ 527.
(¬4) في "تنوير المقباس" 2/ 79 نحوه، وذكر البغوي "تفسيره" 3/ 212 عن عطاء قال: (سريع العقاب لأعدائه، غفور لأوليائه رحيم بهم) اهـ وانظر: "تفسير الطبري" 8/ 114.
(¬5) ذكره الماوردي في "تفسيره" 2/ 197، واللفظ عام يشمل الدنيا والآخرة.
(¬6) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 312، و"معاني النحاس" 2/ 527.
الصفحة 566
566