كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 8)
تفسير سورة الأنعام
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - {الْحَمْدُ لِلَّهِ} قال ابن عباس: (يريد: على كل فعال، وبكل لسان، وعلى نعم الإسلام، وعلى صحة الأبدان) (¬1). قال أهل المعاني: (هذا في لفظ الخبر ومعناه الأمر، أي: احمدوا الله، وإنما جاء على صيغة الخبر وفيه معنى الأمر؛ لأنه أبلغ في البيان من حيث إنه جمع الأمرين، ولو قيل: احمدوا الله، لم يجمع الأمرين) (¬2). وقد ذكرنا في (¬3) معنى قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} في الفاتحة ما فيه مقنع.
وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، قال الزجاج (¬4): (ذكر أعظم الأشياء المخلوقة؛ لأن السماء (¬5) بغير عمد ترونها، والأرض غير مائدة بنا) (¬6).
¬__________
(¬1) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 5، وأخرج ابن أبي حاتم 4/ 1258 بسند ضعيف عنه قال: (الحمد: هو الشكر والاستحذاء لله، والإقرار بنعمه وهدايته وابتدائه وغير ذلك) ا. هـ.
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" 7/ 143، و"تفسير الماوردي" 2/ 91، و"تفسير القرطبي" 6/ 584، وذكره الخازن في "تفسيره" 2/ 117، عن أهل المعاني.
(¬3) لفظ (في): ساقط من (ش).
(¬4) الزجاج: أبو إسحاق إبراهيم بن السري البغدادي، إمام أكثر الواحدي من الناقل عنه، وقد تقدمت ترجمته.
(¬5) "معاني الزجاج" 2/ 227.
(¬6) في (أ): (مائدة بناها)، وعند الزجاج: (مائدة بنا).
الصفحة 7
566