كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقوله: {لِتُنْذِرَ بِهِ}. قال الفراء: (اللام في {لِتُنْذِرَ} متعلق بقوله {أُنْزِلَ} على التقديم والتأخير، على تقدير {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} لتنذر به {فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ}) (¬1).
وقال ابن الأنباري: (ويجوز أن تكون اللام صلة للكون (¬2) على معنى: {فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ} شيء (¬3) {لِتُنْذِرَ بِهِ}، كما يقول الرجل من العرب للرجل: لا تكن ظالما ليقضي (¬4) صاحبك دينه، فتحمل (¬5) لام كي على الكون) (¬6).
قال صاحب النظم (¬7): (وفيه وجه آخر: وهو أن تكون (¬8) اللام بمعنى أن، والمعنى (¬9): لا يضيق صدرك ولا يضعف عن أن تنذر به، والعرب تضع هذه اللام في موضع (أن) كقوله تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا} [التوبة:
¬__________
(¬1) "معاني الفراء" 1/ 370، وانظر: "معاني الزجاج" 2/ 315، و"تفسير الطبري" 8/ 117، و"معاني النحاس" 3/ 8.
(¬2) في (ب): (ليكون).
(¬3) في (ب): (شك).
(¬4) في (أ): (لتقضى) بالتاء.
(¬5) في (أ): (فيحمل) بالياء.
(¬6) ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 16، وأبو حيان في "البحر" 4/ 266، ونقله السمين في "الدر" 5/ 242 - 243 عن الواحدي عن ابن الأنباري، وانظر: كلام ابن الأنباري على مادة حرج في "الزاهر" 1/ 236، و"المذكر والمؤنث" 1/ 258، و"شرح القصائد" ص 321، ص 580، و"إيضاح الوقف والابتداء" 2/ 650.
(¬7) صاحب "النظم"، أبو علي الحسن بن يحيى الجرجاني. تقدمت ترجمته، وكتابه "نظم القرآن" مفقود.
(¬8) في (أ): (يكون) بالباء.
(¬9) في (ب): (فالمعنى).

الصفحة 10