كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا}، قال أكثر المفسرون: (كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام في أيام حجهم إلا قوتًا, ولا يأكلون دسمًا، يعظمون بذلك حجهم، فقال المسلمون: نحن أحق أن نفعل، فأنزل الله تعالى (¬1): {وَكُلُوا} يعني: اللحم والدسم، {وَاشْرَبُوا}) (¬2)، وهذا القول اختيار الفراء (¬3).
وقال عطاء عن ابن عباس: ({وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} يريد: حلالًا) (¬4)، وهذا القول اختيار الزجاج، وبينه فقال: (إنهم ادعوا (¬5) أن الله حرم عليهم شيئاً مما في بطون الأنعام، وحرم عليهم البحيرة والسائبة، وأمرهم الله عز وجل أن يأكلوا ما (¬6) زعموا أن الله حرمه مما لم يحرمه، وأن يشربوا مما زعموا أن الله حرمه؛ لأن ألبان البحيرة [والسائبة (¬7) كانت عندهم حرامًا) (¬8)].
وقوله تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا} (¬9) معناه على القول الأول: لا تسرفوا حتى يبلغ بكم ذلك تحريم ما أحللت (¬10) لكم. أي: لا تسرفوا بحظركم
¬__________
(¬1) لفظ: (تعالى) ساقط من (ب).
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" 8/ 162، والسمرقندي 1/ 538، والماوردي 2/ 218، وحكاه الواحدي في "أسباب النزول" ص 230 عن الكلبي.
(¬3) "معاني الفراء" 1/ 277.
(¬4) أخرج الطبري في "تفسيره" 8/ 162، وابن أبي حاتم 5/ 1465 بسند جيد عن ابن عباس قال: (أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سَرَفًا أو مَخِيلة).
(¬5) في (ب): (إنهم دعو)، وهو تحريف.
(¬6) في (ب): (مما زعموا).
(¬7) ما بين المعقوفين ساقط من أصل (أ)، وملحق بالهامش.
(¬8) "معاني الزجاج" 2/ 332 - 333.
(¬9) الآية ساقطة من أصل (أ) وملحقة بالهامش.
(¬10) في (أ): (ما أحلت)، وهو تحريف.

الصفحة 101