كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
على أنفسكم ما قد أحللته لكم، أي: من اللحم والدسم، وهذا معنى قول الفراء (¬1).
وقال الزجاج: (الإسراف أن يأكل ما لا يحل أكله مما حرم الله عز وجل؛ أن يؤكل منه شيء، أو يأكل ما أحل الله فوق مقدار الحاجة، فأعلم الله أنه لا يحب من أسرف، ومن لم يحببه الله فهو في النار) (¬2).
32 - قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ}. قال ابن عباس (¬3) والمفسرون (¬4): (يريد: اللباس يستر به العورة).
قال أبو إسحاق: (أي: من حرم أن تلبسوا في طوافكم ما يستركم) (¬5).
وقوله تعالى: {وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} أي: الحلالات من الرزق، يعني ما حرموه على أنفسهم من البحائر والسوائب، قاله ابن عباس (¬6)، وقتادة (¬7).
¬__________
(¬1) "معاني الفراء" 1/ 337.
(¬2) "معاني الزجاج" 2/ 333، وانظر: "تفسير الطبري" 8/ 162، والسمرقندي 1/ 538، والماوردي 2/ 218، والآية عامة في أكل وشرب ما أحله الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ونهى عن السرف مطلقًا ويدخل فيه من حلل حرامًا أو حرم حلال، وهذا قول عامة أهل العلم. انظر: "تفسير ابن عطية" 5/ 482، والرازي 14/ 62، والقرطبي 7/ 191 - 195، وابن كثير 2/ 236.
(¬3) سبق تخريجه.
(¬4) ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 63، وقال: (المراد بالزينة اللباس الذي تستر به العورة، وهو قول ابن عباس وكثير من المفسرين) اهـ.
(¬5) "معاني القرآن" 2/ 333.
(¬6) ذكره الثعلبي في "تفسيره" 189 ب، والبغوي 3/ 225، وابن الجوزي 3/ 189 عن ابن عباس وقتادة، وذكره الماوردي 2/ 24 عن الحسن وقتادة.
(¬7) أخرجه الطبري 8/ 164، وابن أبي حاتم 5/ 1467 بسند جيد.
الصفحة 102
576