كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

للمؤمنين مقدرًا خلوصها يوم القيامة، ويحتمل أن يكون قوله: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} متصلًا بالصلة التي هي (¬1) (آمنوا)، والمعنى {هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} في حياتهم -أي: الذين لم يكفروا فيها- {خَالِصَةً}، فموضع (في) على هذا نصب بآمنوا، والعامل في الحال معنى اللام في: {لِلَّذِينَ}، والمعنى: هي تثبت وتستقر {لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً}.
قال: ويجوز أن يكون قوله: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} في موضع حال (¬2)، وصاحب الحال هو (هي) والعامل في الحال معنى الفعل في {لِلَّذِينَ آمَنُوا}، كما بينا، والمعنى: قل: هي تثبت لهم (¬3) مستقرة {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [أي: هي ثابتة للذين آمنوا في حال خلوصها يوم القيامة) (¬4)] (¬5).
وقرأ نافع (¬6): {خَالِصَةً} رفعًا، قال الزجاج: (ورفعها على أنه خبر بعد خبر كما تقول: زيد عاقل لبيب، والمعنى: قل هي ثابتة للمؤمنين {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (¬7).
قال أبو علي: (قوله: رفعها على أنه خبر بعد خبر جائز حسن، ويجوز
¬__________
(¬1) في (أ): (التي هي للذين آمنوا في حياتهم، أي: للذين لم يكفروا ..).
(¬2) في (ب): قال: (وصاحب الحال).
(¬3) في (ب): (قل هي يثبت ويستقر للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة).
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(¬5) هذا ملخص من "الإغفال" ص 771 - 772، و"الحجة" 4/ 15 - 17.
(¬6) قرأ نافع: في {خَالِصَةً} بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب. انظر: "السبعة" ص 280, و"المبسوط" ص 180، و"التذكرة" 2/ 418، و"التيسير" ص 109، و"النشر" 2/ 269.
(¬7) "معاني القرآن" 2/ 333.

الصفحة 104