كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

أيضاً عندي أن لا يكون خبرًا بعد خبر، ولكن تكون {خَالِصَةً} خبر الابتداء كأنه في التقدير: قل هي خالصة للذين آمنوا في الحياة الدنيا، فيكون {لِلَّذِينَ آمَنُوا} متعلقاً بخالصة, وفي موضع نصب به، والمعنى: هي تخلص للذين آمنوا يوم القيامة وإن شركهم غيرهم من الكافرين [في الدنيا)] (¬1).
قال ابن عباس: (شارك المسلمين المشركون في الطيبات في الحياة الدنيا؛ فأكلوا من طيبات طعامها, ولبسوا من جياد ثيابها، ونكحوا من صالح نسائها، ثم يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا, وليس للمشركين فيها شيء) (¬2)، وهذا قول الحسن والضحاك وابن جريج وابن زيد (¬3).
وقال عطاء في قوله تعالى: {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: (يريد: إن الله جعل لهم الجنة خالصة بطاعتهم الله في الدنيا) (¬4) ففسر {الطَّيِّبَاتِ} بالجنة لأنها محل الطيبات في الآخرة.
قال أبو إسحاق: (أعلم الله عز وجل أن الطيبات تخلص للمؤمنين في
¬__________
(¬1) لفظ: (في الدنيا) ساقط من (أ)، والنص من "الإغفال" ص 771، و"الحجة" 4/ 14 - 16، وانظر: في "توجيه القراءات وإعرابها"، و"تفسير الطبري" 8/ 165، و"إعراب النحاس" 1/ 609، و"معاني القراءات" 1/ 404، و"إعراب القراءات" 1/ 180، و"الحجة" لابن خالويه ص 154، ولابن زنجلة ص 281، و"الكشف" 1/ 461 - 462، و"المشكل" 1/ 288 - 290.
(¬2) أخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 164، وابن أبي حاتم 5/ 1468 بسند جيد.
(¬3) أخرج الطبري في "تفسيره" 8/ 164, 165 من عدة طرق جيدة عن الحسن والضحاك وابن جريج وابن زيد وأخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1468 عن الحسن والضحاك وقتادة وعكرمة، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/ 228 بسند جيد عن الحسن. وانظر: "الدر المنثور" 3/ 150.
(¬4) لم أقف على من ذكره.

الصفحة 105