كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
وقال القرظي: ({مَا ظَهَرَ} طوافهم بالبيت عراة، {وَمَا بَطَنَ} الزنا) (¬1).
وقال عكرمة: ({مَا ظَهَرَ} الظلم على الناس، {وَمَا بَطَنَ} الزنا والسرقة) (¬2).
وقال مقاتل (¬3) والكلبي (¬4) نحو قول ابن عباس. وقد مضى الكلام في هذا في سورة الأنعام.
وقوله تعالى: {وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}. قال بعض أهل المعاني: (إنما ذكر هذه القبائح مع الفواحش وهي داخلة في الفواحش للبيان عن التفصيل؛ كأنه قيل: الفواحش التي منها الإثم، ومنها البغي، ومنها الإشراك بالله) (¬5).
وقال ابن الأنباري: (إنما فصل الإثم لأنه قصد [به] (¬6) الأفاعيل المذمومة التي لا يجب على فاعلها الحد، والفواحش يجب على فاعلها إذا أتاها أو أكثرها الحد، فلهذه العلة فصل الإثم. قال: وهذا جواب مأثور عن ابن عباس) (¬7).
¬__________
(¬1) لم أقف عليه، وأخرجه الطبري في "تفسيره" 8/ 166 بسند ضعيف عن مجاهد، وأخرجه ابن أبي حاتم 5/ 1470 بسند جيد عن الزهري.
(¬2) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 5/ 1471 بسند ضعيف، وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 151.
(¬3) "تفسير مقاتل" 2/ 34
(¬4) "تنوير المقباس" 2/ 90.
(¬5) انظر: "تفسير القرطبي" 7/ 201.
(¬6) لفظ: (به) ساقط من (ب).
(¬7) لم أقف عليه عن ابن الأنباري، وذكر ابن الجوزي في "تفسيره" 3/ 191 عن ابن عباس قال: (الإثم الذنب الذي لا يوجب الحد) اهـ.
الصفحة 107
576