كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقال عطاء عن ابن عباس: ({وَالْإِثْمَ} يريد: الخمر) (¬1).
وقال الحسن (¬2): (الإثم: الخمر، تصديق ذلك قوله: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ}) [البقرة: 219].
قال أبو بكر: (الإثم لا يكون من أسماء الخمر؛ لأن العرب ما سمته إثمًا قط في الجاهلية ولا إسلام، ولكن قد تكون الخمر داخلة تحت الإثم لقوله: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ}) [البقرة: 219] (¬3).
وقال الضحاك: (الإثم: الذنب دون الحد) (¬4).
وقال السدي: (الإثم المعصية) (¬5)، {وَالْبَغْيَ} ظلم الناس والاستطالة بغير حق، وهو أن يطلب ما ليس له، كذا قال جميع أهل التفسير (¬6).
¬__________
(¬1) "تنوير المقباس" 2/ 90، وذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 176، وابن الجوزي في "تفسيره" 3/ 191 عن عطاء فقط، وذكره السمين في "الدر" 5/ 306 عن ابن عباس والحسن.
(¬2) ذكره البغوي في "تفسيره" 3/ 226، وابن الجوزي 3/ 191، والقرطبي 7/ 200.
(¬3) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 176، والسمين في "الدر" 5/ 306، وفي "تهذيب اللغة" 1/ 122، قال ابن الأنباري: (ليس الإثم في أسماء الخمر بمعروف، ولم يصح فيه بيت صحيح) اهـ. وقال السمين في "الدر" 5/ 306: (الذي قاله الحذاق إن الإثم ليس من أسماء الخمر) اهـ.
(¬4) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 176، والبغوي 3/ 226، وابن الجوزي 3/ 191، وهو قول الفراء في "معانيه" 1/ 378.
(¬5) أخرجه الطبري 8/ 166، وابن أبي حاتم 5/ 1471 بسند جيد.
(¬6) وهو قول الفراء في "معانيه" 1/ 378، والطبري 8/ 166، والظاهر أن الإثم الذنب والمعصية عام في الأقوال والأفعال التي يترتب عليها الإثم، والبغي: الظلم وتجاوز الحد فيه، وأخرج الإثم والبغي من الفواحش وهما منه لعظمهما وفحشهما فنص على ذكرهما تأكيدًا لأمرهما وقصدًا للزجر عنهما، وذكر الخمر من باب التمثيل لأنه سبب الإثم، بل هي معظمه، فإنها مؤججة للفتن. وقال ابن كثير في =

الصفحة 108