كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقال الزجاج: (ويجوز على أن يكون وهو {ذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}، قآل: ويجوز أن يكون خفضًا؛ لأن معنى {لِتُنْذِرَ}: لأن تنذر فهو في موضع خفض؛ لأن المعنى للإنذار والذكرى) (¬1).

3 - وقوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}. قال الحسن: (يا ابن آدم أمرت باتباع كتاب الله وسنة محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬2)؛ والله ما نزلت آية إلا ويجب أن تعلم فيما أنزلت وما معناها) (¬3). ونحو هذا قال الزجاج: (أي: اتبعوا القرآن وما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه مما أنزل عليه؛ لقوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (¬4) [الحشر: 7].
وقوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ}. قال ابن عباس: (يريد: لا تتخذوا غيره أولياء، {قَلِيلًا} يا معشر المشركين {مَا تَذَكَّرُونَ} يريد: ما تتعظون) (¬5). وهذا من قول ابن عباس يدل على أن الآية خطاب
¬__________
(¬1) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 315 - 316، وعلى هذا فيه ثلاثة أوجه: الرفع: عطفًا على كتاب أو على إضمار مبتدأ، والنصب: على المصدر أي وتذكر ذكرى أو على العطف على موضع التنذر). والجر على العطف على المصدر المنسبك في أن المقدرة بعد لام كي أي: للإنذار والتذكير أو على الضمير في (به) وانظر: "إعراب النحاس" 1/ 599، و"المشكل" 1/ 281، و"البيان" 1/ 353، و"التبيان" ص 367، و"الفريد" 2/ 266، و"الدر المصون" 5/ 244.
(¬2) في (أ): (صلى الله عليه).
(¬3) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 156، والرازي في "تفسيره" 14/ 18، و"الخازن" 2/ 209.
(¬4) "معاني الزجاج" 2/ 316، ونحوه ذكر الطبري في "تفسيره" 8/ 117، والنحاس في "معانيه" 3/ 8 - 9 والسمرقندي في "تفسيره" 1/ 530.
(¬5) في "تنوير المقباس" 2/ 81 نحوه دون لفظ (المشركين).

الصفحة 12