كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
قال ابن عباس: (يريد: يلعنون من كان قبلهم) (¬1).
وقال الزجاج: {لَعَنَتْ أُخْتَهَا}؛ (لأنهم ضل بعضهم باتباع بعض) (¬2).
قال مقاتل: (كلما دخل أهل ملة النار لعنوا أهل ملتهم، يلعن المشركون المشركين، ويلعن اليهود اليهود، وكذلك النصارى، والمجوس، والصابئون، ويلعن الأتباع القادة، يقولون: لعنكم الله، أنتم غررتمونا حتى أطعناكم) (¬3).
وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا}؛ {ادَّارَكُوا} أي: تداركوا، والكلام فيه كالكلام في قوله: {فَادَّارَأْتُمْ} (¬4) [البقرة: 72]، وقد مر (¬5)، ومعنى تداركوا: تتابعوا (¬6)، وتلاحقوا، قال ابن عباس: (توافوا فيها جميعًا) (¬7).
قال الزجاج: (وهو (¬8) منصوب على الحال أي: مجتمعين).
¬__________
(¬1) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 179، وابن الجوزي 3/ 194.
(¬2) "معاني القرآن" 2/ 336.
(¬3) "تفسير مقاتل" 2/ 36، وأخرجه الطبري 8/ 173، وابن أبي حاتم 5/ 1475 بسند جيد عن السدي.
(¬4) جاء في النسخ: (ادارأتم)، وهو تحريف.
(¬5) انظر: "البسيط" البقرة: 72.
(¬6) (اداركوا) أصله (تداركوا) فأدغمت التاء في الدال واجتلبت الألف ليسلم السكون، وتدارك القوم أي: تلاحقوا وتتابعوا ولحق آخرهم أولهم. انظر: "العين" 56/ 327، و"الجمهرة" 2/ 636، و"تهذيب اللغة" 2/ 1178، و"الصحاح" 4/ 1582، و"المجمل" 2/ 322، و"المفردات" ص 311، و"اللسان" 3/ 1363، (درك).
(¬7) "تنوير المقباس" 2/ 93، وفيه: (اجتمعوا في النار) اهـ.
(¬8) يعني قوله: {جَمِيعًا} انظر: "معاني الزجاج" 2/ 336، و"إعراب النحاس" 1/ 611، و"المشكل" لمكي 1/ 290.
الصفحة 121
576