كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

ومن قرأ (¬1) بالياء فمعناه: ولكن لا يعلم كل فريق مقدار عذاب الفريق الآخر (¬2)، فيحمل الكلام على (كل)؛ لأنه وإن كان للمخاطبين فهو اسم ظاهر موضوع للغيبة فحمل على اللفظ دون المعنى (¬3).
قوله تعالى: {فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ}، قال الضحاك: (لأنكم كفرتم كما كفرنا، فنحن وأنتم في الكفر شرع سواء، وفي العذاب أيضًا) (¬4).
وقال أبو مِجْلَز (¬5): (فما لكم علينا من فضل في ترك الضلال) (¬6).

40 - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}.
قال أبو إسحاق: (أي: كذبوا بحججنا (¬7) وأعلامنا التي تدل على نبوة الأنبياء وتوحيد الله عز وجل) (¬8).
¬__________
(¬1) قرأ عاصم في رواية أبي بكر: {وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} بالياء على الغيبة، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب انظر: "السبعة" ص280، و"المبسوط" ص 180، و"التذكرة" 2/ 418، و"التيسير" ص 110، و"النشر" 2/ 269.
(¬2) هذا قول الزجاج في "معانيه" 2/ 337، والنحاس في "معانيه" 3/ 33.
(¬3) هذا قول أبي علي في "الحجة" 4/ 17، وانظر: "معاني القراءات" 1/ 405، و"الحجة" لابن زنجلة ص 281، و"الكشف" 1/ 462.
(¬4) ذكره بدون نسبة السمرقندي في "تفسيره" 1/ 540، و"الثعلبي" 190 أ، والبغوي 3/ 228.
(¬5) أبو مجلز: لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري، إمام، تابعي، ثقة.
(¬6) أخرجه الطبري 8/ 175، وابن أبي حاتم 5/ 1476 بسند جيد بلفظ: (يقول: فما فضلكم علينا، وقد بين لكم ما صنع بنا وحذرتم؟) اهـ. وذكره السيوطي في "الدر" 3/ 154.
(¬7) في (أ): (بحجتنا).
(¬8) "معاني الزجاج" 2/ 337، وانظر: "تفسير الطبري" 8/ 175، والسمرقندي 1/ 540.

الصفحة 125