كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

كما يقال إزار ومِئْزر ولحِاف ومِلْحف وقِناع ومِقْنع) (¬1)
قال الزجاج: (والمعنى: لا يدخلون الجنة أبدًا) (¬2).
قال ابن الأنباري: (وإنما خص الجمل من بين الحيوان بالذكر إذ كان أكثر شأنًا عند العرب من سائر الدواب، والعرب تقدمه في القوة علي سائرها من أجل أنه يوقر بحمله وهو بارك فينهض به، ولم تر العرب أعظم منها (¬3) جسمًا فيما رأت من الحيوان) (¬4).
وقال أهل المعاني (¬5): علق الله تعالى (¬6) دخولهم الجنة بولوج الجمل في سم الخياط. فكان ذلك نفيًا لدخولهم الجنة على التأبيد، وذلك أن العرب إذا علقت ما يجوز كونه بما لا يجوز كونه استحال كون (¬7) ذلك الجائز الكون؛ كما يقال: لا يكون هذا حتى يَشِيبَ الغُرَاب، وحتى يَبْيَض القار (¬8) وكما قال الشاعر:
¬__________
= و"الصحاح" 3/ 1125، و"مجمل اللغة" 2/ 308، و"المفردات" ص 302، و"اللسان" 3/ 1302 (خيط).
(¬1) "معاني الفراء" 1/ 379، ومثله ذكر الطبري 8/ 178.
(¬2) "معاني القرآن" 2/ 338، وهو قول عامة المفسرين. انظر: "الطبري" 8/ 178، و"معاني النحاس" 3/ 35، والسمرقندي 1/ 540، والماوردي 2/ 222.
(¬3) كذا في النسخ: "منها" أي الجمال، والأولى (منه) أي الجمل.
(¬4) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 3/ 197.
(¬5) ذكره الخازن 2/ 229 عن بعض أهل المعاني.
(¬6) لفظ: (تعالى) ساقط من (ب).
(¬7) في (ب): (استحال دون).
(¬8) ذكره ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ص 177، وقولهم: (لا يكون هذا حتى يشيب الغراب ويبيض القار) يتمثل به في اليأس عن الشيء. انظر: "جمهرة الأمثال" 1/ 363، و"المستقصى" للزمخشري 2/ 59.

الصفحة 130