كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

قال الزجاج: (والظالمون -هاهنا أيضًا (¬1) -: الكافرون) (¬2).

42 - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}. قال الزجاج: (معنى الوسع: ما يقدر عليه) (¬3).
قال مجاهد: (إلا ما افترض عليها) (¬4) يعني: أن ما افترض عليها هو وسعها الذي يسعها (¬5) ويُقدر عليه ولا تعجز عنه. فقد بينه مقاتل فقال: (إلا طاقتها؛ ولا يكلف الله العباد إلا ما يطيقون) (¬6)، فقوله: (إلا طاقتها) ليس معناه: أقصى ما يطيقه؛ لأنه لو كلف ذلك لشق وتعذر، ولكن معناه: إلا مما يطيقه ولا يعجز عنه. ألا ترى أن معاذ بن جبل -رحمه الله- قال في هذه الآية: (إلا يُسرها لا عسرها ولو كلفها طاقتها لبلغ مجهودها) (¬7)، فقوله: (لو كلفها طاقتها) أراد أقصى ما تطيقه.
وقد بيَّن أبو زبيد (¬8) الطائي في قوله:
¬__________
(¬1) لفظ: (أيضًا) ساقط من (ب).
(¬2) "معاني القرآن" 2/ 338، ومثله قال النحاس في "معانيه" 3/ 37، والسمرقندي 1/ 541، وقال الطبري 8/ 182: (كذلك نثيب ونكافئ من ظلم نفسه فأكسبها من غضب الله ما لا قبل لها به بكفره بربه وتكذيبه أنبيائه) اهـ.
(¬3) "معاني الزجاج" 2/ 339، وزاد فيه: (أي: عملوا الصالحات بقدر طاقتهم) اهـ. ونحوه قال الطبري في "تفسيره" 8/ 182، والنحاس في "إعراب القرآن" 1/ 612، والسمرقندي 1/ 541.
(¬4) ذكره الخازن في "تفسيره" 2/ 229.
(¬5) لفظ: (الذي وسعها) ساقط من (ب).
(¬6) "تفسير مقاتل" 2/ 37، وفيه: (يقول: لا نكلفها من العمل إلا ما تطيق) اهـ.
(¬7) ذكره الواحدي في "الوسيط" 1/ 181، والرازي 14/ 79.
(¬8) في (ب): (أبو زيد)، وهو تحريف. وهو: حَرْمَلَة بن المُنْذر بن مَعْدِ يَكرِب الطائي.

الصفحة 136