كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

وقرأ ابن عامر {يَتَذَكَّرُونَ} بياء (¬1) وتاء ووجهه (¬2) أن هذا خطاب للنبي (صلى الله عليه وسلم) (¬3) أي: قليلاً ما يتذكر هؤلاء الذين (¬4) ذكروا بهذا الخطاب (¬5).
4 - وقوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} الآية.
قال أبو إسحاق: (موضع {كَمْ} رفع با لابتداء، وخبره {أَهْلَكْنَاهَا} قال: وهو أحسن من أن يكون في موضع نصب؛ لأن قولك: (زيد ضربته) أجود من (زيدًا ضربته) والنصب جيد عربي أيضًا كقوله (¬6): {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] (¬7)).
وقال أهل العربية (¬8) والمعاني: (الآية من حذف (¬9) المضاف لأن
¬__________
(¬1) هنا وقع اضطراب في نسخة (ب) فوقع الكلام على هذه الآيات في 140 ب.
(¬2) في (ب): (ووجه)، وهو تحريف.
(¬3) في (أ): (عليه السلام).
(¬4) لفظ: (الذين) ساقط من (ب).
(¬5) هذا كلام أبي علي في "الحجة" 5/ 4 - 6. وانظر: "معاني القراءات" 1/ 400، و"الحجة" لابن زنجله ص 279، و"الكشف" 1/ 460.
(¬6) والنصب في هذه الآية أجود، وهي القراءة المشهورة التي عليها الجماعة لأن الفائدة فيه أثر من فائدة الرفع لأن التقدير: خلقنا كل شيء بقدر فيدل على العموم واشتمال الخلق على جميع الأشياء. انظر: "إعراب النحاس" 1/ 599، و"المشكل" 2/ 701 - 703، "البيان" 2/ 406.
(¬7) "معاني الزجاج" 2/ 318. وانظر: "إعراب النحاس" 2/ 114، و"المشكل" 1/ 281 - 282. والنصب على الاشتغال بإضمار فعل يفسره ما بعده ويقدر الفعل متأخرا عن كم لأن لها صدر الكلام والتقدير: وكم من قرية أهلكنا. انظر: "الدر المصون" 5/ 248.
(¬8) انظر: "معاني الزجاج" 2/ 317، و"تفسير السمرقندي" 1/ 531.
(¬9) الظاهر عدم الحذف لعدم الحاجة إليه؛ لأن إهلاك القرية يمكن أن يقع عليها =

الصفحة 14