كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)
التقدير: وكم من أهل قرية، يدل على هذا قوله: {أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} (¬1) فعاد بالكلام [إلى] (¬2) أهل القرية).
وقوله تعالى: {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} قال الفراء: (يقال: إنما أتاها العباس (¬3) من قبل الإهلاك، فكيف تقدم الهلاك؟ قيل: إن الهلاك والبأس يقعان معًا كما تقول: أعطيتني فأحسنت، فلم يكن الإحسان قبل الإعطاء ولا بعده، إنما وقعا معًا) (¬4).
وقال غيره (¬5): (هذا على مذهب الإرادة، والتقدير: وكم من قرية أردنا إهلاكها (¬6) {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} كقوله تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا} [المائدة: 6]. {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} (¬7)) [النحل: 98].
¬__________
= نفسها ولأن القرية لا تسمى بذلك إلا وفيها مساكن لأهلها وسكان منهم ففي إهلاكها إهلاك من فيها من أهلها.
أفاده الطبري في "تفسيره" 8/ 118. وقال: (هذا أولى بالحق لموافقته ظاهر التنزيل المتلو) اهـ. وهو اختيار الزمخشري في الكشف 1/ 67، وأبو حيان في "البحر" 4/ 268، والسمين في "الدر" 5/ 248.
(¬1) في (ب): (هم قائلون).
(¬2) لفظ: (إلى) ساقط من (ب).
(¬3) في (ب): (الناس)، وهو تصحيف.
(¬4) "معاني الفراء" 1/ 371.
(¬5) هذا قول مكي في "المشكل" 1/ 282 وقال السمين في "الدر" 5/ 248: (والجمهور أجابوا عن ذلك بوجهين أحدهما: أنه على حذف الإرادة. والثاني: أن المعنى: أهلكناها أي: خذلناهم ولم نوِّفقهم فنشأ عن ذلك هلاكهم فعبر بالمسبب عن سببه وهو باب واسع) اهـ وانظر: "تاريخ الطبري" 12/ 300 - 301.
(¬6) في (ب): (هلاكها).
(¬7) في النسخ: (وإذا)، وهو تحريف.
الصفحة 15
576