كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 9)

الشيئين، قال الكلبي: (يعني: بين أهل الجنة وأهل النار، (حجاب) سور) (¬1) وهو الأعراف التي قال الله تعالى: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ} ولذلك عُرِّفت الأعراف لأنه عُني بها الحجاب المذكور (¬2) في قوله: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ}.
وقوله تعالى: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ}، {الْأَعْرَافِ} جمع: عُرْف (¬3)، وهو كل عالٍ مرتفع، ومنه عُرف الفرس، عُرف الديك، وكل مرتفع من الأرض عُرف، وذلك لأنه بظهوره أعرف مما انخفض منه (¬4)، قال عطاء عن ابن عباس: ({وَعَلَى الْأَعْرَافِ} يريد: سور الجنة، وهو سور بين الجنة والنار) (¬5). وروى أيضًا عنه أنه قال: (الأعراف شرف الصراط) (¬6).
واختلفوا في الرجال الذين هم على الأعراف؛ فقال ابن عباس
¬__________
(¬1) "تنوير المقباس" 2/ 96 وهو قول أهل التفسير. انظر: الطبري 8/ 188، والسمرقندي 1/ 542، والماوردي 2/ 225، وابن عطية 5/ 512، والبغوي 3/ 231، وابن الجوزي 3/ 204، والرازي 14/ 86.
(¬2) انظر: "الدر المصون" 5/ 328 حيث نقل قول الواحدي.
(¬3) هذا قول الأزهري في "تهذيب اللغة" 3/ 2405، وانظر: "مجاز القرآن" 1/ 215، و"تفسير غريب القرآن" ص 178، و"تفسير المشكل" ص 84.
(¬4) انظر: "العين" 2/ 121، و"الجمهرة" 2/ 766، و"الصحاح" 4/ 1400، و"المجمل" 3/ 661، و"المفردات" ص 561، و"اللسان" 5/ 2901 (عرف).
(¬5) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/ 229، والطبري 8/ 188، 189، وابن أبي حاتم 5/ 1483، والأزهري في "تهذيب اللغة" 3/ 2405 (عرف) من عدة طرق جيدة، وقال الرازي في "تفسيره" 14/ 87: (الذي عليه الأكثرون أن المراد من الأعراف أعالي ذلك السور المضروب بين الجنة والنار وهذا قول ابن عباس) اهـ.
(¬6) ذكره الرازي في "تفسيره" 14/ 87، والقرطبي 7/ 213، وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 2/ 229 - 230، والطبري 8/ 189، وابن أبي هاشم 5/ 1483 بسند جيد عن ابن عباس قال: (الأعراف الشيء المشرف)، وانظر: "الدر المنثور" 3/ 160.

الصفحة 150